تداعت دول العالم و سخّرت كل قواها و وفرت كل إمكانياتها لمحاربة فيروس كورونا فتوقفت كل وسائل المواصلات و أغلقت كل المؤسسات التعليمية و الثقافية و الترفيهية و أُجّلت كل المهرجانات و المناسبات و أُقفلت المنافذ البرية و الجوية و البحرية و مُنِعَ كل أشكال التجمهر . استشعرت تلك الدول خطورة الأمر فشغلت نفسها بنفسها و أدركت أنّ الانشغال بقضايا أخرى سيدمر نظامها داخلياً فعلّقت كل تدخلاتها مراقبةً عن كثب ما يفعله كورونا من شرخ في نظامها و حجم التأثير السلبي و التهديدات التي تتفاقم بين الحين و الآخر . الأممالمتحدة وجدت في فيروس كورونا واقعاً جديداً تم فرضه كهدنة تلقائية لوقف الحروب أُجبرت عليها كل الأطراف معطية أولوياتها التركيز على مواجهته . لذا ينبغي عليها إستغلاله في شقين ، الأول المساعدة في مواجهته و الثاني إستغلال تلك الهدنة التلقائية في تثبيتها للأبد و تفعيل الإتفاقيات المبرمة و الجلوس على طاولة المفاوضات . في الأخير نتمنى أن يكون فيروس كورونا يندرج في إطار عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و نشاهد توقف للإقتتال و الحروب التي قتلت و شرّدت و هجّرت و دمّرت و سفكت دماء الملايين مقارنة بالدماء التي سفكت بكورونا . و دمتم في رعاية الله