في مثل هذه الأيام العصيبة التي تمر بها البلاد وعلى وجه الخصوص مدينتا الغالية عدن اتخذت القيادة للمحافظة قرارات مهمة للتفاعل مع الجائحة التي عمت العالم وتفاديا للأضرار التي ألمت بالعالم من حولنا من تلك القرارات التي لاقت كثير من الاستهجان وعدم القبول كونها كانت سريعة ومتلاحقة مع قلة علم بعض العامة بأهمية تلك الإجراءات للوقاية من اختراق الفيروس وانتشاره وهذا من واجب السلطات القائمة على حراسة ورعاية المدينة اتخاذ مثل تلك التدابير الوقائية . فوجئ الكثير من المواطنين بحالات من عدم الالتزام لأوامر السلطة المتمثلة بمكاتب الوزارات المختلفة التي أصدرت الحجر على بعض أماكن التجمعات كالمساجد والأسواق العامة , لوحظ أن بعض أئمة المساجد لم يتفاعل مع قرارات الأوقاف بإغلاق المساجد متظاهرين بأنهم الحريصين على الدين دون غيرهم من المواطنين وهم في غير هذه المواقف يتشدقون بطاعة ولي الأمر وعندما جاء أمر ولي الأمر تمردوا عليه وتجاهلوه ولم ينصاعوا له. وجماعة أخرى ربما تكون في حياتها مفرطة بأداء الصلاة وغير مبالية بأدائها عندما جاءت الأوامر بإغلاق المساجد انبروا لمخالفة الأوامر وبادروا بتهديد القائمين على المساجد لفتح المساجد ومخالفة أوامر الإغلاق وكأنهم سلطة مناوئة للدولة ووزاراتها المختلفة مستخدمين العنف والارهاب والقوة. إنَّ قرار الاغلاق للوظائف العامة والخاصة كإجراء وقائي هو قرار مهم وصائب لكن لابد أن يجمع كثير من الشروط منها التأمين الغذائي وتوفير كافة الخدمات وتهيئة المستشفيات لاستقبال الحالات المشتبه بها مع توفير الوقاية المبدئية برش الشوارع والمحال والمرافق العامة. يلاحظ من الإجراءات المتبعة في عملية الحظر المجتمعي تحولت إلى طابع عسكري صرف بعيداً عن إجراءات الوقاية الصحية واتخذت الطابع الأمني . فحضر التجول مطلوب في هذه المرحلة حتى نحفظ البلاد بعيدة من الوباء الذي اجتاح العالم ونسأل الله أن يحمي البلاد ويحفظها ويحفظ العباد ، لكن على السلطات بدل المزيد من الجهد في تحديد ملامح الحضر وجهات الحضر على أن لا تخلو الاجراءات من الطابع الانساني بعيداً عن المزايدات.