حسين السقاف ليس بصدد الحديث عن الجهود الرائعة والمتواصلة التي تبذلها السلطة المحلية للنائ بوادينا عن جائحة مرض فيرس كرونا ، ولكنني في هذا المضمار اكتب موضوعي لِلَفت النظر إلى هذا الواقع في سوق مدينتنا والذي ينذر بكارثة صحية مرعبة ان لم يتم تلافيها. الفوضى والقذارة والعشوائية هنا هي السمة الغالبة على سوق مدينة سيوون ، تجد في هذا السوق مناظر مؤذية غير مألوفة على الاطلاق حيث يكتظ السوق بالباعة غير الشرعيين الذين يبسطون بضاعاتهم في طرق السيارات و مواقفها، مما أوجد اكتضاضاً وازدحاماً خانقين. فثمة بائع لقشارة خضار يدوية وهو في حالة إرسال إذاعي إعلاني مستمر صباحاً ومساء يستخدم في ذلك ميكرفون عالي الصوت زاعقاً بشكل متواصل: (القطاعة الغريبة الفرامة الرهيبة التي أذهلت العالم ..إلى نهاية الإعلان المتكرر...) ويتخذ له موقعاً على بعد قرابة ستة امتار غرب الجولة الرئيسة التي يتسابق على السيطرة على منصتها عددٌ من الشحاتين وبائعوا المساويك الذين يشغلون سائقي السيارات المارة بالجولة في هذا الازدحام بترويجهم الطفيلي لبضاعتهم وهم على المنصة بحيث قد يؤدي ذلك إلى اصطدامات حول الجولة مما يعيق المرور . هناك جماعة من المهمشين بملابس متسخة يلتفُّون حول أحدهم وهو يسوس قرداً لأيام وهو يستعرض قردة على مقربة من الجولة والقرود اكثر الحيوانات نقلاً لفيروس كرونا. هناك فتيات بعباءاتهن يتجولن طوال النهار في السوق على غير هدي وبِلا غاية تسوقية ، وهناك سيارة في ساحة القصر الجنوبية تبيع الأسكريم تفرض على الناس بالقوة سماع موسيقى مملة وغبية . هذه الساحة تحولت إلى فرزة لباصات النقل إلى مديريات المحافظة ، وتحولت أيضاً إلى مغاسل وليس مغسلة واحدة للسيارات. أما حافتي هذه الساحة فقد تحولت إلى دكاكين شراعية عشوائية ، بحيث يصنع ذلك سياجاً يمنع الدخول والخروج من هذه الساحة. المشهد العام في سوق مدينة سيوون لا يطمئن بخير في هذه الظروف التي يجب أن نطور فيه من مستوى نظافتنا الشخصية والعامة والأفنية. أما إدارة الأشغال العامة فهي مشغولة باجتثاث الإشجار الظليلة والعتيقة بداية في الحديقة العامة التي حولوها من حديقة غناء إلى متصحرة ، وابعدو النافورة الأثرية الرائعة ليصنعوا بدلا عنها نافورة بها أخطاء فنية غبية وانتهاءا باجتثاث الأشجار في شارع الجزائر ، فهم اليوم يزيحون هذه الاشجار في سوق السبت النسوي حيث كان يتفيأ ظلها النساء والمارة. واضح أن هناك عداوة بين القائمين على هذا العمل والغطاء النباتي في مدينتنا ولذلك فهم يصرفون الملايين في هذه الهواية. ان ثمةَ تزريع جديد يجب أن يكون في مساحات اخرى غير مزروعة وهي كثيرة ، لا تدمروا منجزات وجهود اسلافكم . أصحاب البدلات الزرقاء يقومون بجهودهم في ضبط حركة السير غير انه بعدم وجود (صميل) فانهم لن يستطيعوا عمل شيئا. هذه الفوضى شجعت كل الذين لا يطيقون النظام والنظافة من ارجاء الوطن المكلوم بجراحه إلى القدوم إلى مدينتنا لممارسة هواياتهم.