انور مبارك سبقني بالتسجيل في اذاعة عدن بسنتين تقريبا، وكانت اول اغنية له في الاذاعة اغنية: غالي غالي. وكانت من الحان الموسيقار احمد بن غودل . نجيب سعيد ثابت غني لعدد من الملحنين الكبار امثال / احمد بن غودل / جميل غانم / يحيى مكي/ محمد سالم بن شامخ . وكم اعجبني كثيرا حين سمعته باغنيتين كنت مشاركا معه بمصاحبة فرقة الثقافة والانتاج عدن في حفلين تابينيين للفنانين الكبيرين / احمد قاسم ومحمد عبده زيدي ..كان ذلك عامي 94 و 95 الاغنيتان هما : اغنية: (ياساحل ابين) و (السعادة) اللتان غناهما انور وكان ادائه رائعا لهتين الاغنيتين وقام بادائهما اداء محكما وكان اكثر طربا واداء لم اتوقعه منه ، واسعد الحضور كثيرا جدا . كان الحفل الاول في تابين الفنان الزيدي على خشبة المسرح الوطني عام 94 والحفل الثاني تابين احمد قاسم في نادي التلال عام 95 وكنا مشاركين في هاذين الحفلين انا ومجموعة من الفنانين المعروفين ومشاركة فرقة الانشاد الوطنية ايضا باغاني جماعية للفنانين قاسم والزيدي . اذكر ان فناننا انور كان خرافيا بادائه لهتين الاغنيتين، وامتع الناس امتاعا لا نظير له واذكر انه اخذ الجمهور علينا في هاذين الحفلين . انور مبارك عرفته فنانا حساسا ودمث الاخلاق ودقيق جدا في بروفاته فكان لا يقتنع باي بروفة الا واعادها عدة مرات اذا هناك لازمة لم يتم عزفها بشكل منضبط، او مقطعا صغيرا في اللحن .. بالاصح كانت لديه وسوسة وقلق ملازمان له حين يبدا بعمل البروفات ، وهذا يحصل لكثير من الفنانين.. عرفت انور صديقا عام 1973م حين التحقت بمعهد الفنون الجميلة بحافون المعلا ، وكنت بدات عازفا لالة العود مع الفرقة الوطنية للموسيقئ اثناء مرافقة الفرقة الموسيقية بالعزف الموسيقي مع فرقة الرقص الشعبي انذاك بدء تاسيسها في معهد الفنون الجميلة. وكان هو قد سبقني، اي انور مبارك، بالالتحاق بالدفعة الاولى في قسم الموسيقى 73_74 وكنت انا قد التحقت بالدفعة الثانية من بعده عام 74_75 . من هنا بدات صداقتي مع انور التي امتدت الى ان توفاه الله تاريخ 9 مارس 20م. لن انسى ماحييت ذكرياتي مع انور مبارك والتي لم تنقطع ابدا وسافرنا عشرات الدول وغنينا في مهرجانات داخلية وخارجية وكنا خير من يمثل بلدنا بتلك الوفود المشاركة في الخارج . انور مبارك سبقني ايضا بالتحاقه بالفرقة الوطنية للانشاد التي اسسها وتبناها الموسيقار احمد بن غودل الذي كان له الفضل بالشهرة الواسعة يمنيا وخليجيا وعلى المستوى العربي ، ايضا لهذه الفرقة وكانت اي الفرقة قد اشعلت الدنيا بادائها الخرافي لاجمل اغاني التراث اليمني جنوبا وشمالا، والى اليوم لم تات فرقة انشاد بنفس مستوى فرقة الانشاد التي استمرت منذ تاسيسها عام 79م وحتى الالفية الثانية قرابة عشرين عاما. انور مبارك غني اجمل الالحان وتعجبني اغانيه مثل: غالي غالي / فينك ياقمر / يانازلات البير / واغاني كثيرة وبالعشرات .. ايضا كانت الحانه رائعة ومموسقة بموسيقا جميلة وراقية وبحرفنة كان يحيكها بموسيقا ومقامات متعددة شرقية وغربية كان انور يجيدها وبمهارة . انا بطبعي لا اقدر ان ارى اي جسد فارقته الحياة _ ليس خوفا _ بل بطبعي اصاب بالرعب والالم بعد ذلك .. وفي حياتي شفت اربعة جثامين فارقت الحياه وقبلتهم فوق جبينهم اولهم : والدي سعيد ثابت وثانيهم الشاعر الكبير حبيبي ومعلمي احمد بو مهدي وثالثتهم امي حبيبتي وروحي وكان انور هو الرابع ، وحين رايته وقبلته تاثرت كثيرا كثيرا لمعانات انور في الشهرين الاخيرين حين كان يحتاج ان تقف معه جهات لا داعي لذكرها في مرضه الذي كان يحتاج مصاريف ليست باهضة اثناء عمليات القسطرة التي اوجعته كثيرا واستمر الاطباء في اعادة هذه العملية لاكثر من اربع مرات وكان انور ينزف بعد كل عملية، وتلك الجهات كانت تصم الاذان لانه كان بحاجة الى المال، واستمر هذا الحال لمدة شهر قبل وفاته واكثر الى ان توقف النزيف وكانت كل هذه العمليات هي قسطرة له لكي يبدا غسيل الكلى لانه كان مريضا بالفشل الكلوي ومن قبل كان انور مريضا بلوكيميا الدم لسنوات عدة ومؤخرا حصل له فشل كلوي كامل ولم يغسل سوى اربع مرات وفي الرابعة كانت نهايته .. الله يرحمك حبيبي وصديق عمري انور مبارك.. وندعو الله ان يسكنك فسيح جناته.. امين .