اليوم يتكشف لنا قدر الثمن التي دفعته عدن واهلها غاليا حين سكتنا جميعا على مسلسل الاغتيالات و الاقصاء اللذي تعرض له رواد المدينة من سياسيين و مفكرين وعلماء و دعاة ورجال الخير والعمل الانساني والشخصيات الاجتماعية،
وكم كانت الفجيعة حين اغلقت جمعيات الاغاثة ومؤسسات العمل الانساني وتم التحريض عليها بشتى التهم ..اليوم ومع غياب الدولة وتنصل الانتقالي تبدوا عدن (خرابة) كبيرة ينتظر فيها الناس الموت بالدور فمن لم يمت بالاغتيال مات بالمرض و من نجا من المرض جرفته سيول الامطار او اسقطت المنزل فوق راسه.
بشرع الحكام الجدد في عدن يجب ان يموت الانسان بصمت ودون ضجيج لا لشيء سوى ان الوضع الصحي تدهور مع سنين الوحدة! ولذا ان تكون مناضلا فذا،ان تموت بصمت، فما افسدته الوحدة لا يمكن اصلاحه او بالاصح لا يراد اصلاحه حتى في عهد حكم الانتقالي..
لايسوى الانسان في شرع هؤلاء اي شيء حتى تمثل حياته والحفاظ عليها بشكل كريم هدفا يسعون لتحقيقه.. بل ويمنعون غيرهم ..قديما قالو (الشحيح) من بخل بمال غيره..
لا ابالغ بالقول ان قلت ان الوضع الحالي في عدن لايشابهه اي وضع حتى ايام اجتياح الحوثيين في 2015م، ذلك ان ما تحمله ابناءها حينها من منغصات كان في سبيل مبدأ و تضحية للدفاع عند مدينتهم..اما اليوم فالجاني منك وفيك ومن حملة الشعارات البراقة التي ملؤوا بها الدنيا ضجيجا..وحين دقت ساعة الحقيقة تنصلو كعادتهم في الهروب الى قراهم كلما داهمت عدن كارثة..
كارثة السيول مثلا ..كشفت الحجم الحقيقي لشعارات التفاني في خدمة المدينة التي ملها ابناء عدن وهي تردد على مسامعهم ليل نهار..مياه الامطار ومخلفات السيول لم ترفع في بعض المناطق بعد اكثر من اسبوع واصبحت ملاذا للتكاثر البعوض المسبب للاوبئة على مشهد من الجميع وكل الهيئات التي تقافزت لتحقق حضورا ومكسب سياسي على اكتاف الضحايا..
ايها السادة: عدن اليوم تدفع الثمن من دماء واوراح أبناءها واهلها ولما نفيق بعد.ياهؤلاء: نحن امام جرم كبير يعمل بحقنا سيحفر عميقا في وجدان المدينة.. لست في مقام (مناحة) فالمشهد اكبر من ان تحتويه الكلمات..
ثقتي بالله اولا و بابناء مدينتي كما هبو للدفاع عنها في 2015 وابهروا العالم اجمع، ولاتزال تلك الروح تسري في جنبات المدينة وتتشكل في الوعي المجتمعي الرافض لكل الوان الزيف والكذب الذي مارسه ويمارسه جميع الحكام القدامى والجدد..