لن ترى الدنيا على أرضي وصيا، قالها الأحرار، ورددها الأبطال، وبها سنطرد كل عميل، ومتمرد، وسمسار، وبها سنواجه الأطماع، ونعالج الأوجاع، لن ترى الدنيا على أرضي وصيا، لأن بلادي هي بلاد الأحرار، وهم الأوصياء عليها، سيذهب المرتهنون للخارج مع دراهمهم، والريالات المدنسة، سيذهبون بعيداً، ولن يبقى إلا الأحرار. ردد المهندس أحمد بن أحمد الميسري عبارة الأحرار، والميسري حر، فلم يبع وطنه، ولم يرتهن للخارج، وظل مدافعاً عن وطنه، وعن كرامة وطنه، فالأبطال لا يهنون، ولا يبيعون أوطانهم، وأن غلا الثمن، وتعاظمت المحن، وكثرت الوعود، فالوطن في نظرهم ليست دراهم، ومناصب، الوطن سيادة، وعزة، وشموخ، لهذا فالأحرار يظلون صخرة قوية لا يستطيع الضعفاء المساس بها، ولا رفعها. لن ترى الدنيا على أرضي وصيا، هي عبارة الأحرار، وبهذه العبارة ختم الميسري حديثه الموجه لمن يفهمه، لا لمن يلقمه، فالسيادة خط أحمر، ولا يمكن التفريط فيها قيد أنملة، وعلى المنبطحين مراجعة أمورهم، وعلى التحالف تعديل مسارة، وعلى القيادة السياسية الزمجرة في وجه كل من يحاول المساس بالسيادة، وهاهو الميسري قد زمجر، فلنزمجر كلنا معه، فالمسألة ليست نزهة، بل هي سيادة وطن، ومستقبل الأجيال من الأبناء، والأحفاد، فلنترك لهم تاريخاً مضيئاً كما تركه لنا التبابعة، والأقيال، وملوك اليمن، ورؤساؤها، فهل سنسمع زمجرة تصم آذان كل الطامعين في سيادة وطننا؟ زمجروا مع الميسري، فقد زمجر، وليكن شعارنا، لن ترى الدنيا على أرضي وصيا، ولن نفرط في ذرة من رمال أرضنا، ولا في قطرة من بحاره، ولن نبيع، جزرنا، ومنافذنا البرية، والبحرية بملء الأرض ذهباً، فالسيادة لا ثمن لها في قاموس الأحرار، فتحية للميسري الذي رفض الوصاية على وطنه.