كثر الكلام حول تمرد هنا وهناك واخرها في سقطرى ، لكن تعالوا نحط النقاط على الحروف ... تريدون الخوض في المعركة الوطنية والبطون خاوية ، تريدون التحدث عن المبادئ وانتم تحرمون وتحاربون ابسط حقوق الجندي وهو انتظام راتب حقير بالكاد يفي ربع شهر . تتحدثون عن الوفاء والاخلاص الوطني والعسكري والجندي يتم اهانته من صاحب بقالة بطريقة لا يقبلها صاحب اقل ذرة كرامة ،، تتحدثون عن خيانة عسكرية والعسكري يذله صاحب صيدلية بسبب كثرة ديونه وهو يعالج اولاده. عجبي عليكم يا شرعية صمتنا كثير وانتم تطلبون اخلاص ووفاء الجندي وانتم ما اعطيتوه ابسط حقوقه ، والان الشهر الرابع من هذا العام وهم بلا رواتب و7 اشهر من السنة الماضية وهم بلا رواتب ، حتى الاكرامية لم يجدوها مع انهم طالبوا فقط برواتبهم ليس اكثر . تعالوا نقارن النضال والصبر والوفاء العسكري بالحياة المعيشية.. جندي الحزام او النخبة يستلم مبلغ مابين 1000 الى 1500 ريال سعودي اي 178 الى 2000 الف بمعدل 3 الى 4 رواتب شهرية من جندي الشرعية ، وفوق هذا الفارق الكبير لم يشتكي جندي الشرعية من نقص راتب كل شكواه المطالبة بانتظام راتبه الحقير حتى يستطيع ترتيب اموره على الحاصل ، لكن عندما تذل الشرعية جندي براتب حقير وتجعجعه وتأتي تتكلم عن التمرد والخيانة وتطلب الوفاء والاخلاص بخطابات وطنية رنانة هنا الخطأ ، لأنه مافيش اقدس من الانسان نفسه واحتياجاته واحتياجات اسرته . الوطن للإنسان مش الانسان للوطن حتى لو يموت جوع. لذا لا تلوموا التمرد فشيئ متوقع والمتوقع اتساع رقعة التمرد من قبل الجنود والفصائل والضباط الذين ليس لهم دعم مباشر من قبل الشرعية وان توقفت الرواتب. للعلم الجندي عنده مبدأ واخلاص وطني للأرض أكثر من قيادات الشرعية السياسية ويرضى بأدنى الحقوق لكي يضل متمسك بتلك المبادئ ولكن ان يصل جعجعته ومماطلته بأدنى الحقوق فلا تلومنه من تمرد او خيانة. ولا ننسى عندما كفر بلال بالله عذره الله لأنه مجبر وغفر له وتأتي يا طاهوش من فنادق وبذخ وتقول لي مبادئ وطنية وارض لا تباع وشعارات لا تغني من جوع، !! لذا تحليلي لما يحدث يأتي بمحورين -: الأول ، تآمر من الشرعية ذاتها لأضعاف جيش الشرعية ودفعه للبيع والتمرد والمحور الثاني ، انانية القيادات وحقارتها وعدم احساسها بما يعانيه الجندي مع انه لا يطالب تسويته بالحزام او النخبة ، بل مستعد لأن يقاتل بكل ما يملك بكل قناعة وايمان فقط اذا انتظم راتبه الحقير لذا ننصح القيادات السياسية بعدم جعجعة الجنود والاحساس بهم وبما يعانوه والا لا تجو تتباكوا وتتشاكوا على بيع او تمرد هنا او هناك فوالله نعذرهم لأننا نعيش وضعهم المأساوي فعلا ، ووقت الصدق لو فقط يثقون بالطرف الاخر لباعوكم في اقرب فرصة وهذا ما قدمته ايدكم فلا تتباكوا حينها ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال لكي لا يتم استغلاله ولكن تأكدوا كتبته للتقويم وتصحيح المسار وليس التحريض فكلنا متمسكون بالمبادئ الوطنية ولا جدال فيها لكن لا تفتحوا ابواب شهوة البيع والخيانة الاجباريى للجنود بسبب تعاملكم.