بعد خروجه من المستشفى إلى بيت نجله عبدالرقيب في باتيس الغربية زرته البارحة فتملكني شعورا مفعما بروح الاكبار والاجلال متتبعا ملحمة أسطورية لشخصية بطولية حقا بطلها عامل ومقاتل من الطراز الأول أسمه أحمد ثابت محسن لقور السنيدي المعروف في جميع الجبهات وخنادق ومتارس القتال والمواجهة بلقب (العم أحمد) . الفصل الأول من سيرة حياته بدأ منذ التحاقه عاملا في شق الطرقات بدأها كعامل صخور في شق نقيل ركب ( امعارضة حطاط) عام 1970م ثم يليه مباشرة شق نقيل فلاحة_ سرار محافظة ابين. وقد جاء تنفيذه مباشرة بعد طريق نقيل الخلاء مديرية يافع لبعوس 73م بعد وعد قطعه الرئيس سالمين على نفسه بحضور محمد صالح مطيع يومها وهو ان يتم بداية شق نقيل الخلاء ثم تنتقل كافة المعدات مباشرة إلى نقيل فلاحة حطاط وهذا ماحصل بالفعل دون تسويف أو مماطلة وجد العامل احمد لقور نفسه يخوض معركة الصخور في بداية حياته يخط الطرقات في وسط الجبال الصلدة كأهم عمل ومهمة تتطلبها مرحلة السبعينيات في منطقة كانت معزولة بل وشديدة العورة حتى عام 1975م لينتقل بعدها سائق معدات ثقيلة ( تراكتورD6. D8) متنقلا في طرق حبة. الحد. العر. حطيب. الجبل الأعلى. ريو. وعرف في كل هذه الطرق كأشهر عامل تراكتور تحمل العبئ الأكبر مع رفاقه العمال الذي يتذكرهم بكل فخر واعتزاز ومنهم السيد محمد من أبناء لودر. مكيراس مهندس متفجرات أحمد عوض والمهندس علي ناصر محمد من مودية. احمد الحالمي من حالمين. مهندس صالح النوبي من سرار. عمر حسين من لبعوس. محمد عبدالرب. من المفلحي وغيرهم كثر . وقد خاض معهم شرف العمل في هذه الطرقات مجتمعة منذ نقيل أمعارضة حطاط_ كما أسلفنا_ المهم وبعد حياة مفعمة في قهر الجبال والصخور الوعرة أحيل بعيد غزو 1994م قسرا إلى المعاش التقاعدي كغيره من ألآف الجنوبيين براتب تقاعدي لايتجاوز 15 الف ريال يمني وظل على هذا المعاش الحقير يعول أسرته مع شريكة حياته يعولان 7 من الذكور وفتاتين. وماحز في نفسي من خلال ماعرفته في حديثي معه البارحة ان راتبه ظل على هذا المنوال إلى ماقبل سنتين تقريبا ليرتفع إلى 30 الف ريال يمني اليوم باقل من قيمة ( 20 كيلو من الأرز.) هذا الراتب الحقير لم يجعله وأم عياله يستسلمون فقد ربوا الأولاد وعلموهم بل واعانوهم في بناء البيوت في الحيد والساحل وزوجهم جميعا بقيادة وادارة ناجحة للأبوين. هذا شيء اعرفه حق المعرفة عن قرب عن هذه الأسرة الكريمة النموذجية المكافحة. ثم ناتي إلى الشق النضالي من حياة هذا البطل المتقاعد الذي امتشق بندقيته متطوعا في صفوف المقاومة الجنوبية منذ أول وهلة وأينما يتطلبه الواجب لطرد ومقامة غزاة 2015م فكان سباقا في مقدمة صفوف المقاتلين الذين التحقوا في الجبهات طوعا بدء من معركة العر ثم العند . ثم إلى حصن شداد زنجبار في خط المواجهة الأول والمباشر مع قوات اللواء 15 واتذكر في إحدى المرات ان ذهبنا اليهم وكان في مترس( الدوشكا) مختار عبدالله قاسم والعم احمد لقورو ماكدنا نصدق بنجاتهما من موت محقق جراء كثافة النيران المتبادلة من مترسهما و جهة اللواء وعندما طالبهما القائد أحمد علي الحدي قائد الشرطة العسكرية والقائد يسلم للشروب بضرورة الانسحاب من موقعهما الخطر اجابا مترسنا هو قبرنان استشهدنا وعقب دخول زنجبار كان عمنا أحمد في قوام القوة التي توجهت إلى لودر بقيادة الشهيد اللواء احمد سيف رحمه الله فكان من الذين تم محاصرتهم في ثرة إلى ان فك الحصار عنهم بالانسحاب بعد معارك شرسة مع الحوثيين في جبهة مكيراس كل هذه الروح القتالية العنيدة لم تهدأ ازدادت ضراوة وتصميما وعنادا طالماهناك معركة مستعرة ولكي يصقل مواهبة القتالية الشجاعة كان العم احمد لقور مع طلائع افراد المقاومة الجنوبية الذين توجهوا للتدريب لبضعة أشهر في قوام دورة عسكرية خارج البلاد عاد بعدها إلى جبهة الساحل الغربي مشاركا في كل المعارك وصولا إلى الكيلو 16 الحديدة ضمن قوام قوات المحور العملياتي واللواء الأول عمالقة ظل لمدة سنتين يخوض المعارك مع رجال المقاومة الجنوبية والوية العمالقة إلى ان أصيب اصابة بالغة جراء اطلاق العدو قذيفة هاون عند الساعة الخامسة من مساء 15/3/2020م باتجاه الكيلو 16 و بالقرب من مطاحن البحر الأحمر وتحديدا في مترس (الشرف) ادت إلى بتر ذراعه اليمني مع اصابات متفرقة في جهة البطن وأجزاء اخرى من جسده النحيل العنيد وهاهو اليوم على فراش المرض لكن روحه وعزيمته ماتزال في أوج عنفوانها عافاه الله. عندما طلبنا منه كلمة أخيرة يريد قولها قال اولا اشكر شخصكم لهذه الزيارة وان كان من كلمة أود قولها فهي الشكر لقيادة المحور وقائد اللواء الأول عمالقة القائد المقاتل رائد الحبهي والاركان ابو سيف وبقية زملائي معمر السعدي وصالح الكلدي وابو حرب وكل من سارع لنجدتي وعلاجي ومتابعة حالتي الصحية. وهم كثر لهم اجزل الشكر والله المعين والمستعان .