ترددت كثيراً عن نشر هذا المقال ولكن وجب قول ما أظنه في خاطر أبناء عدن وفي كل المراحل فالمعاناة تلازم هذه الرقعة وسكانها الذي لم يتجاوز تعدادهم ستة ملايين نسبة... ترتيبات لتوافق سياسي قادم أطرافه المتنازعة هم أصحاب الأولوية، متناسيين الجنود المجهولون في تحقيق انتصارات تحالف ستة أعوام ونيف لعودة أفراد لا وطن، وبذلك يثبتون خطأ لابد من تجاوزه ويتمثل بتهميش عدن كلياً... أين هم ممثلي عدن؟ وفي حال وجدوا، هل يستطيعوا قول كلمة (لا) وتحقيق مصالح عدن، مؤمن أننا مسلوبي الإرادة وسنظل هكذا طالما ومازال وضعنا صامتاً دون أدنى استنكار أو إيصال صوت المظلومية، فعلينا إيجاد تكتلات عدنية داخل كل الأحزاب السياسية والحركات الشعبية لفرض كلمة عدن وأبناءها الذي ضحوا بكل ما تحمله كلمة تضحية، فهم محرومون من أبسط حقوقهم كرعاية أسر الشهداء والجرحى... عدن وأبناءها الحليف الحقيقي الوحيد الذي صدق مع دول التحالف ولم يكلفهم شيء مقارنة بباقي الحلفاء الذين استنزفوا خزينة الشقيقتين وتحالفهم لتأمين حياتهم الخاصة بدلاً من تسخيرها لخدمة الشعب، والمُحزن أن الأخيرتان لم يقدمان لعدن ما تستحقه منذ إعلان تحريرها بل وأظنهم مستمتعون... مازال هناك قصوراً ليس له مبرراً سوى الإهمال التهميش الممنهجين، فالعديد من الجرحى الأبطال يعانون من عدم استكمال علاجهم والعديد العديد من أسر الشهداء لا يملكون قوت يومهم، وحالياً تحولت عدن لقرية كبيرة تفتقد لمقومات الحياة الطبيعية من ماء وكهرباء وإمكانيات لمكافحة وباء كورونا المستجد... خلاصة القول على جميع الأطراف السياسية وداعميهم عدم تهميش عدن، ووجب عليهم العمل لتمكين ممثلين عن عدن في كل التسويات القادمة، وعدم الاستهانة بكل من يؤمن بأحقية عدن وأهلها في إدارة شؤونهم، فإن مظلومية عدن لا يمكن أن يُغض البصر عنها، فحذاري من غضب الحر الحكيم. والله من وراء القصد