يضحكني كثيرا عندما يتحدثون عن إعادة مؤسسات الدولة في عدن وكأن هذه المؤسسات تحتلها جيوش أتت من أدغال أفريقيا وتجهز الشرعية أسلحة الدمار الشامل لمحاربة عدن وشعب الجنوب بداءً بتفعيل الخلايا النائمة لتقتل الجنوبيين وتذهب الى قطع مرتبات الناس وتعطيل الخدمات من كهرباء وماء وتعطيل الإعمار كل ذلك حدث خلال خمس سنوات في خطة مرسومة بدقة عبّر عنها احد وزرائها في برنامج تلفزيون على الهواء مباشرة شاهده ملايين الناس في العالم علاوة على تجيش مئات الألف النازحين من كل اليمن وتتكفل الحكومة بالصرف عليهم شهريًا بمرتبات لا تنقطع ومع السماح لعشرات الألف اللاجئين من الأفارقة للمكوث في عدن وفي الأخير تسلم الجبهات للانقلابيين في صنعاء وتحشد الجيوش من جبهة مأرب والبيضاء وشبوة وحضرموت وكل ذلك من اجل ماذا ؟ حتى يتم معاقبة شعب بكامله ومن هي الدولة هل هم أشخاص بعينهم هل هم الوزراء الذين يتسكعون في دول العالم ويهددون بأنهم سيدخلوا عدن بحدهم وحديدهم وجيش أوله في شقرة وآخره في سيئون طيب كيف دولة مأرب منذ خمس سنوات وهي تحكم نفسها بنفسها ولا يستطيع احد من الشرعية حتى السؤال عن ماذا تعمل بالإيرادات الضخمة والتي لا تورد للبنك المركزي بعدن واين تصرف حتى هادي نفسه لا يستطيع ان يزحزح موظف صغير من ادارتها فما بالك بإزاحة كبير القوم هناك ( المحافظ ) لكن عدن غير بإعالم الدولة ليست أشخاص بعينهم الدولة أولاً واخيراً هي مسؤولية وامانة واخلاق اين المسؤولية واين الأخلاق واين الأمانة خلال خمس سنوات ماذا عملت الشرعية لعدن وهي تشاهد الناس يموتون من حر الصيف كل سنة هل ما كانت تستطيع لا هي ولا التحالف خلال كل السنوات الماضية ان تبني محطة كهربائية بقدرة الف ميجا وهي تتصرف بالملايين يمين وشمال وفساد يندى له الجبين في كل مفاصلها عندما اجتاحت السيول عدن غابت حكومة الشرعية ولم تفعل شيء غير انها اعلنت ان عدن منكوبة وعندما اجتاحت عدن جائحة الوباء لم تفعل الحكومة شيىء يذكر فقط استلمت الدفعة الاولى من مساعدات العالم واختفت بالثقب الأسود ولكنها من اجل مساعدة عدن في مثل هذه الظروف الصعبة حشدت الجيوش لتفتح جبهة شقرة قادمة لتحتلها من ابنائها مستغلة وضعها الماساوي مع الاسف لا احد منهم يخجل من العبث الذي يمارسوه ضد شعب اعزل يذهبون الى اخر الدنيا. ليعلنوا انهم بداوا الأعمار في مناطق لم تطالها الحرب وعدن التي خاضت حرب بالنيابة عنهم أمام اعينهم لم يضعوا فيها حجر واحدة ونسمع عن مليارات تصرف هنا وهناك وهي بالاخير تتحول الى دين على الشعب ولا نجد لها اثر على ارض الواقع اصبح واضح بان الشرعية خرجت عن مسارها وما مع شعب الجنوب الا الصمود وان. يعيد ترتيب اوراقه السياسية والإدارية بما يضمن كرامة الانسان وهنا تقع مسؤلية التحالف في اعادة بوصلة الشرعية نحو هدف استعادة الدولة في صنعاء وليس في عدن والجنوب ولم يتردد ان يكون شريكا فاعلا مع التحالف وقد اثبت ذلك على الارض