في تلك الظروف التي يعيشها العالم واليمن وتفشي جائحة كورونا، وكذلك الحاله التي وصل إليها اليمن من سيطرة الحوثي، وتُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب، في جميع أنحاء البلاد، وبحلول نهاية 2019، أشارت التقديرات إلى أن أكثر من 233 ألف يمني لقوا مصرعهم نتيجة القتال والأزمة الإنسانية. في غضون ذلك، وثقت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان قتل وجرح أكثر من 200 ألف مدني في القتال منذ مارس 2015. وقد اشتدت أزمة إنسانية من صنع الإنسان مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.
كان حوارنا مع وزير الأوقاف اليمني د. أحمد عطية، الذي أكد أن جماعة الحوثي هي جماعة مليشاوية إرهابية تعد امتداداً لفكر سياسي قمعي يعتقد أن اليمن ملك له بمقتضى النطفة، والأحقية بالحكم نص شرعي ووحي إلهي، وكل ما على اليمن ملك خاص أو عام فإن لهذه السلالة نصيب الأسد منها، اليمنيون إنما خلقوا عبيداً لها، والتقرب منها طاعة، وإنكار هذا الفكر معصية، وكل من يخالفهم فهو في حل، دمه وماله وقد يطال عرضه.
اليوم يتميز المواطن اليمني بالنضج المعرفي أمام مشروع الفصل العنصري هذا الذي تقوم به هذه الجماعة، ومن ذلك ما قامت به مؤخراً من طرح لائحة قانون الخمس، والذي يأتي من الفكر الاثني عشري الشيعي، وهو قانون يفصل الناس على أساس عرقي بغيض في بلد يقوم على المواطنة المتساوية، ويتميز بالتعايش وقبول الآخر، ما ينذر بشرخ مجتمعي عميق، ويؤجل الصراع لعشرات السنين على أساس عنصري بغيض.
اليمنيون ماضون في مسيرتهم التحريرية، والحوثيون يتكشفون كل يوم، ويزداد الشعب اليمني يقيناً، وإيماناً وإصراراً على مواجهة هذه الجماعة، والقضاء على فكرها الخبيث مع كل تصرف تقوم به في حق هذا الشعب، وفي الأخير الانتصار لهذا الشعب، لأنه صاحب قضية عادلة ومسيرة التحرير لن تقف، وهنا لابد من كلمة شكر للمملكة العربية السعودية الشقيقة التي تقف مع الشرعية في مشروع واحد من خلال عاصفة الحزم، وإعادة الأمل لإنهاء هذا الانقلاب وبسط الشرعية يدها على كامل التراب اليمني.
كيف ترون مواقف المملكة العربية السعودية ؟
للمملكة جهود كبيرة لا يتسع المقام لذكرها، وحسبي هنا أن أنوه بأن عطاء المملكة ما زال ممتداً حتى اللحظة مع اليمن، وسيظل؛ لما يربط البلدين من روابط الإخوة والدين والجوار والمصير المشترك والروابط الاجتماعية أيضاً.
كيف رأيتم الجهود والمساعدات للمملكة؟
في الجانب الإغاثي والتنموي المملكة حاضرة وبقوة في اليمن، تتجسد ذلك من خلال إعادة الأمل، يد تمسك الزناد ويد تبني وتغيث، ومركز الملك سلمان، وبرنامج تنمية وإعادة إعمار اليمن هما مشروعان سعوديان عملاقان تم إنشاؤهما من أجل اليمن، وبصماتهما حاضرة وبقوة، والمملكة تقف أيضاً في دعم الاقتصاد، فقد دعمت البنك المركزي أكثر من مرة من أجل وقف انهيار العملة..
نثمّن دعوة المملكة وتنظيمها لمؤتمر المانحين بل ودعمها السخي ب 500 مليون دولار هو الآخر دليل عميق على استشعار أهمية إنقاذ اليمن إنسانياً وإغاثياً خصوصاً في هذه المرحلة التي يشهد فيها اليمن جائحة كورونا المستجد وتفشي 5 أمراض أخرى لا تقل خطورة عن كورونا، وأيضاً مواجهة آثار الفيضانات التي ضربت أجزاء من اليمن، وخلفت أضراراً كبيرة.