قالت العرب قديماً الوعد كالرعد وقالت ايضاً وعد الحر دين وأنا أقول وعد العبد لت وفت وعجين , قبل الخوض في ما أنا بصدده جراء معاناتي خلال ( 28 ) سنة بالتمام والكمال جراء مصادرة منزلي أحب أن أسجل موقفين قمت بهما بكل أمانة وصدق من باب التذكير لعل الذكر ينفع الشماليين وبعض ( المتشمللين ) ..!! . الموقف الأول : في يناير عام 1986م المشؤومة والتي لا اريد ان أذكرها إلا من باب التاريخ السردي لربط الحدث بالحديث ولا سواه لأننا تصالحنا وتسامحنا وتضامنا ( وغفر الله الذنوب وزرّع الصلوب ) – بتوجيهات من بطل الجنوب دون منازع مع مرتبة الشرف الفقيد ( سعيد صالح سالم ) – وزير أمن الدولة حينها أعطاني توجيهات بعودة بعض الأسر إلى سكناها واخراج المقتحمين تجشمت المخاطر وتعرضت يومها لإطلاق النار من أحد المقتحمين لولا لطف الله لكنت في عداد الموتى . الموقف الثاني : في شهر فبراير عام 1994م وفي جلسة قات في منزل إحدى القيادات في عدن حضره لفيف من القيادة السياسية والعسكرية والأمنية وزراء وسفراء وأعضاء في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وكنت يومها الحاضر الوحيد بينهم الأقل مرتبة وفي أخر السلم الوظيفي حينها لاحظت الملفات تتقاذف من يد سرده إلى يد ورده عرفت حينها إن الجماعة معاهم ( شفوت وفتوت ) – أراضي دسمة وعقارات يوزعونها بين بعضهم البعض قلت حينها لهم وبالحرف الواحد ( مش ويلهن لي كلهن لي ) ..!! – رجعوا لأبناء أبين وشبوة حقهم ومنازلهم وأعطوا كل واحد مستحق من أبناء عدن قطعة أرض وأمنحوا أبناء الشهداء أراضي إذا أردتم أن ننتصر مالم نحن مهزومين وكان حينها الصراع محتدم بين صنعاءوعدن وعلى أشده وعطفاً على ما سلف قلت لهم علمت أنكم صرفتم للشيخ ( تئتئه بن ثئثئه الأحمر ) – والجنرال ( الأحمر ) – قائد الفرقة الأولى المدرعة والمسلحة والملحلحة من قطعتين أرض في مواقع ممتازة في خور مكسر ضحك إحد القيادات الحاضرة ساخراً ومتنطعاً وقال بالحرف الشيخ ابن شهيد وأخ شهيد والجنرال قائد عسكري مرموق ويستحق وأنت متضرر ما عندك أراضي قلت يا سبحان الله قرب البعيد وبعد القريب , ثم استطرد هذا ( المتطملل ) بالقول الخبٌرة معاهم كذا – وكذا قلت لهم ( بولوا في إذني إذا لم تبكو منهم عمّا قريب ) – وهذا ما حصل بالفعل وعلى أرض الواقع حصلت الطامة الكبرى وبالت ( الأحامرة والأكاسرة ) – في مسامعهم وشافوا الموت الأحمر في عز الظهر الأحمر وتركوا خلفهم القض والقضيض والغالي والنفيس تركوا ما أغتنموه بالحق والباطل ( ويا رجل شلي حذاك ) وإلى سوق ( عكاظ ومزة وبرزة ) – وما زال شنص بول حمير الاحامرة لم تزول رائحته العفنة بعد , قلت لهم يومها خذوا من أفواه الصغار نحن صغار وانتم كبار نحن مجانين وانتم عقال , هؤلاء ( العمارطة والعماردة ) الذين تتحدثون عنهم وتقتدون بهم قد أكتسبوها سحتاً ونحتاً وشحتاً خلال ما يزيد عن عشرة قرون من الزمان والأمر أضحى عندهم وراثي والشعب ( مُطوع ومُركع ومُجوع ومُكوع ) – نحن في الجنوب الأمر مختلف ما عندناش هذا الهرج والمرج وشوفوا الناس إذا استمريتم على نفس الحال والمنوال باتتركم وهذا ما حصل وكانت الهزيمة النكراء الساحقة والماحقة التي لم ولن تمحى من الذاكرة أبد الدهر وقلت لهم أيضا شوفوا أيام السيد الرئيس ( علي ناصر محمد ) – قائد الحزب والدولة والسيد علي عنتر وزير الدفاع بهيبتهم وعظمتهم ما كان عندهم حسابات بنكية ولا عمارات وعقارات وإستثمارات كان عندهم العزيمة والاصرار وأمانة المسؤولية والثقة بالنفس والشعور بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم وهم حقاً كانوا ( قادة ثورة ورجال دولة ) – بكل ما تحمله الكلمات من معانٍ وكان الشعب ملتف حولهم وكانت يومها دولة يهابها الأعداء ويحترمها الأصدقاء , قت لهم لا يوجد فرق بينهم وبين الموظف والضابط والجندي إلا بمقاس المسطرة وفقاً للقانون وانتم ( قروطة وسروطة ) – وكانت القطيعة معهم ومن يومها أبت نفسي وحتى اللحظة ان أطالب بقطعة أرض على الرغم إنها حق مستحق , النتيجة انه عندما تسيد المتهافتون على المشهد السياسي شلة ( الجرابيع واليرابيع والقرابيع والجعلان والزعران والبعران ) – ضاعت عليهم ( الطاسة والطرنطاسة ) – وحصل ما حصل وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من حال ومنوال وسوء الأحوال . وبالعودة إلى البداية و أصل الحكاية ( أحمد مساعد حسين الجبواني ) صادر حقي المستحق منزلي دون وجه حق في حرب ( الفيد والقيد ) العام 1994م وباعه وقبلها تم نهب محتوياته من الألف الى الياء , عندما دخلوا أبناء الجبواني إلى دار الأمن السياسي في خور مكسر قال لي صالح مساعد الجبواني أعطنا منزلك ونحن بانعوضك التعويض العادل وبما يرضيك ولا تبيعه أو تعطيه أحد من آل ( .... ) ..!! – وطبعاً هم ( سمه الناقع ) – حينها قلت له وعداً وعهداً لكم المنزل بحكم إنه كان إستعلامات ومُلحق بالدار ولكنه أخلف وعده وموعده ومسح شاربه وقفّا ومن يومها لم أراه , تم التوسط من قبل شخصية قيادية مُعتبرة ومحترمة عند أحمد مساعد وعده بحل الأمر والإشكال والتعويض مرتين ولكن الرجل أخلف في الثالثة وطالب بحل مشكلته مع ( ص ش ) ..!! – أنا شخصياً مالي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمشاكل بين ( المقتحمين والمقتحمون ) – لم أكن باسطاً أو ساطياً على حقوق الغير يوماً قط , يا أولاد الجبواني القبيلي عن كلمته والرجال تحبل من ألسنتها كما يقولون إذا ما عندكم مسكن وترون انكم مستحقين لمسكني المتواضع المكون من ( غرفتين ومطبخ وحمام ) – أقول لكم وعلى رؤوس الأشهاد وعن طيبة خاطر أنا متنازل لكم بمنزلي ( أنا الغني وأنتم الفقراء ) – ولكن يعلم القاصي والداني انكم تمتلكون عمارات وعقارات وإستثمارات في كل من صنعاءوعدن وشبوة ومسقط والرياض وأبوظبي وباريس ولندن وروما واسطنبول , يا أما تكونوا قبائل أخذاً وعطاء بشرع الله أو بشرع القبائل وإما بالنظام والقانون أما لطش وشردة وفحاط وقفاية (28) سنة لا سلام ولا كلام هذي شغلة طواحين ودواشين صنعاء وأفعال لطوش ولصوص عدن الجدد والقدامى , وبغض النظر عما حصل لم أكن نادماً على موقفي واعده جزء من واجبي لكن هل بالمقابل استاهل مثل هذا الجزاء ؟!- ( جزاء سنمار ومجير أم عامر ) . وأخيراً يا أولاد الجبواني ( أحمد وصالح ) – لقد صبرت عليكم صبر العود على الحجر , صبرت عليكم صبر الحجر في مدرب السيل , صبرت عليكم حتى ضاق الصبر مني , يا أولاد الجبواني لقد ابت نفوسنا يوماً وفي الحدث المشؤوم أن ندخل مساكن الغير وفي ذلك الظرف العصيب وكان بإمكاننا فعل ذلك وأنتم تعرفون , أما زلت تتذكر يا ابن مساعد عندما دخلت لك برفقة أباء ( ردفان وشمسان وعيبان ) – إلى داخل السفارة الاثيوبية وعرض عليك العفو والعودة مُعزز ومُكرم بعد ( عكر البرونز ) – يا أولاد الجبواني الرجولة ليست في البسط والتعدي على حقوق الأخرين , يا أولاد الجبواني بيني وبينكم قصص وحكايات لم تنسى ولم تمحى من الذاكرة من ايام نادي ( خليج الفيل ) – وغيره من الأماكن لا يتسع هنا المجال لذكرها وسردها يوماً ما سوف نستعيذ بها شريط الذكريات حلوها ومرها وعلى ( بساط أحمدي ) – وعندما تتقابل الوجوه . خالص تحياتي .. الهامش : جزاني جزاه الله شر جزائه .. جزاء سنمار وما كان ذي ذنب ومن يصنع المعروف في غير أهله .. يلاقي كما لاقى مجير أم عامر إذا لم تستح فأفعل ما تشاء .. فما من خير إذا ذهب الحياء لقد أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي صبرت صبر الحجر في مدرب السيل وأعظم .. محد تعذب عذابي أو سهر أو تالم