تابعنا ردود الأفعال التي صاحبت تطورات أحداث ارخبيل محافظة سقطرى, والتي وصلت بالبعض للتخوين للرئيس عبدربه منصور هادي وشن هجوم كاسح عليه واستقالات من البعض بينهم وزير التجارة والصناعة محمد الميتمي وفي الوقت نفسه دعوات للسلام الشامل كتلك التي أطلقتها الدكتور احمد عبيد بن دغر وتضمنت اعتراف صريح بفشل أهداف التحالف وباهمية الاتجاه للسلام ودعوته للمجلس الانتقالي وحركة الحوثي لاتخاذ قرار شجاع للقبول بالحوار والسلام برعاية الأممالمتحدة. واللافت للنظر في هذا الامر هو الصراخ الزائد عن الحد من الذين وصل ببعضهم الأمر لتخوين الرئيس هادي والسب له لأنه لم ينجر لإعلان معركة في سقطرى ضد المجلس الانتقالي الجنوبي أو الامارات والسعودية وكذلك اتهام البعض للسعودية بانها ورا ماسموه احتلال جزيرة سقطرى من أبناء الجنوب..والسؤال لهولاء بلغة الاحترام الذي اعتدنا ان نسلكه مع كل من نحاورهم..هل كانت جزيرة سقطرى منذو 94م بيد الجنوب وبيد أهلها ام كانت تحكم من خارجها حتى وقت قريب؟ وهل هناك مايعيب ان يتولى المجلس الانتقالي إدارة الجزيرة تحت اشراف الرئيس هادي أم لايجوز لهم ذلك ويحق لانصار حزب التجمع اليمني للاصلاح أو جناح الموتمر الشعبي المعارض لهادي والانتقالي وأحزاب السلطة فقط إدارة الجزيرة استمرار لإداراته من الشمال منذو حرب 94م؟ هناك مبالغات في الحديث عن السيادة أكثر من اللزوم فالسيادة الوطنية قد انتهكت منذو سقوط الدولة اليمنية وشن الحرب على الجنوب في 94م ثم بعد ذلك ماحصل من انقسام في 2011 بسقوط صالح ثم الحرب في 2015م واصبح اليمن تحت الفصل السابع فضاعت السيادة حينها ولكن البعض يرى فقط مايناسبه من السيادة..! فماذا لو اتت تركيا أو إيران ووضعوا يدهم على الجزيرة بدعم أي تيار آخر هل ستكون بذلك الجزيره والسيادة في أمان وخير وبالتالي الخوف فقط في نظر البعض من الإمارات والسعودية ومن الانتقالي؟ أننا هنا لانبرر أي عمل لأي طرف ولأبناء جزيرة سقطرى أنفسهم الحق في اختيار من يحكمهم إداريا كبقية المحافظات ولكننا نتحدث عن انتهاج البعض لمكاييل مختلفة في التعامل مع موضوع السيادة الوطنية. فنحن ندعو لاحترام السيادة الوطنية وعدم الارتهان للخارج بكل مسمياته ولكن هناك فرق بين الشراكة والارتهان فاذا كان التحالف قد أصبح موجود بحكم الواقع فمن الصعب الدخول معه في صراع يستفيد منه طرف دولي آخر, بل المطلوب المرونة والشراكة وبذلك يحفظ الجميع حق السيادة والشراكة. البعض في الشمال مع السيادة اذا كان الحليف حقهم أما اذا كان من خصومهم فهو انتهاك للسيادة..والبعض من أبناء الجنوب مع قضية الجنوب ولانشكك في مواقفهم المعروفة منذُ انطلاق الحراك ونتفق أنه من حقهم وحقنا الجميع انتقاد أي سلوكيات خاطئة تحصل في مشهد الجنوب السياسي من أي طرف لضمان وحدة القرار الجنوبي وسيادة الجنوب ولكن مايعيب أولئك انهم يقفون في صف العداء لإخوانهم في الجنوب بداعي نصرة الجنوب من خلال التشويه بكل عمل يقوم به الطرف الآخر (المجلس الانتقالي الجنوبي) بسبب الخلاف معه. وهذا عمل لايخدم قضية الجنوب بل يخدم اعداء قضية الجنوب الذين لايريدون ان يستقر الجنوب ويستغلون مثل ذلك التراشق الإعلامي لصالحهم ليظل الجنوب في صراع دائم. الأمر الثاني لقد تابعنا دعوة الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيس الحكومة السابق وبحكم موقعه ومع ملاحظاتنا على بعض ماورد في تلك الدعوة من شروط للحوار على الرغم من أنه قال في البداية حوار خالي من الشروط فإن الأهم فيما ورد منه تأكيده على أن الحرب اصبحت مكلفة لجميع الأطراف وأن التحالف لم يحقق أهدافه وان على الجميع ان يحملوا حقائبهم للأمم المتحدة للبحث في صيغة سلام شاملة مقبولة لجميع الأطراف, فهل ياترى تعتبر دعوة الدكتور بن دغر مؤشر لتوجه في السلطة لإيقاف الحرب بعد ان أصبح من الاستحالة عودة الشرعية لصنعاء ومن الاستحالة اخضاع الجنوب لحلول ماقبل 2015م وأن الحرب لم تعد تحقق خير للجميع ماعداء تجار الحروب ,أم هي دعوة عابرة بطريقة سياسية ردا على ماحدث في سقطرى ؟ نسأل الله ان يعجّل بالخروج من هذا الوضع ونحن في الاشهر الحرم عميد علي بن شنظور 1 ذوالقعدة 1441 22 يونيو2020