في احد الايام استيقضت باكراً وبينما انا ذاهب الى الحمام اعطتني امي قراع (وجبة الافطار) لخالي الذاهب الى عمله في المشاريع اليمنية السوفيتية كعامل عضلي بالاجر اليومي. لقد كان ذهاب خالي الى عمله الجديد تحت ضغط خالي الاكبر منه سناً حيث كان يعمل نجار بناء وكذلك نتيجة تودد والدتي له ليذهب الى عمله ويشق طريقة الى المستقبل. لقد كان خالي شاباً مندفعاً وطائشاً يعيش عنفوان الشباب وليس لديه ادنى استعداد بالانضباط والمداومة على عمل رسمي.. غاية الامر. فلقد انفض مجلس العمال لياتي دورنا نحن الطلاب لنتناول القراع ومن ثم الذهاب كلاً الى مدرسته. ذهبت الى المدرسة وكلي نشاط وحيوية لقد كنت حينها طالب في الصف الاول دخلت المدرسة باكراً كعادتي وانتظرت وقت قرع الجرس وحضور الطابور الصباحي ومن ثم الدخول للفصول. نعم لقد قرع الجرس واصطفينا في صفوف كاننا سرايا عسكرية وقمنا بترديد النشيد الوطني وقام مدير المدرسة بالقاء الكلمة الصباحية ومن ثم اعطى اوامره لنا بالتحرك للفصول الدراسية لقد تحركنا ك0ننا قطع عسكرية تلقت تعليماتها من قائدها. لقد دخل الطلاب كلاً الى فصله الدراسي لي0تي دور مربي الصف ليقوم بعملية التحضير ومن ثم يدخل مدرس المادة. لقد دخلت علينا الاستاذة القديرة والمربية الفاضلة الست علم رحمة الله عليها، لقد نهضنا حينها جميعاً اجلالً وتقديراً لها ولكل معلم يدخل الفصل ومن ثم اعطتنا الاوامر بالجلوس. مباشرة عند جلوسي فتحت شنطتي لاستخرج دفتر الحساب الا انني صدمت من هول ما شاهدت فكانني رايت اسلحة الدمار الشامل واسلحة سباق التسلح للمعسكرين الراسمالي والاشتراكي داخل شنطتي وهنا بدات تعصف بذهني الافكار ماذا ساقول لامي؟ وماذا ساقول لخالي؟ اتعلمون ماذا وجدت؟ لقد وجدت قراع خالي بشنطتي لقد كانت صدمة بالنسبة لي لانني اعرف خالي قد يتخذ من هذة الغلطة سبب لعدم ذهابه للعمل. قرع جرس الاستراحة لاجد نفسي مثقل بقرصين خبز بداخلهما حبتين بيض وكانني اداري خطيئة حتى الهمني الله ان انادي على زملائي حتى ياكلوا قراع خالي وبالفعل تمت المهمة بنجاح. لقد عدت للمنزل وكلي خوف من الاسئلة التي ستوجه لي وانا في. قفص الاتهام. لقد مر اليوم بسلام ولم يسالني احد لكنني سمعت خالي يلوم امي، لانه ذهب للعمل بدون قراع ونادت عليه امي وعملت نفسي نائم تهرباً من السؤال وبالفعل نمت بدون عشاء، لقد كانت التضحية بالعشاء واجبة حتى انام بكرامتي.