لا اعتقد ان هناك مواطن جنوبي لم يتضرر من الوحدة ولم يكفهر منها . حتى اؤلئك الذين يستمتعون بالمكاسب والمناصب والمراتب في ظل دولة الوحدة ابتداءً من الرئيس عبدربه منصور هادي مرورا أصحاب المقاعد العليا في الحكومة وصولا إلى ماسح الاحذية الجنوبي ( الاسكافي ) . نعم كل مواطن جنوبي نال نصيبه من الاقصاء والتهميش وصلف نخب الشمال وتجبرهم وتعاليهم ونظرة الاستصغار والاستحقار لكل ماهو جنوبي . والأمر الطبيعي ووفقا لقواعد المنطق وبديهاته ان مقاومة ذلك الجبروت والصلف النخبوي الشمالي أصبح هدف لكل جنوبي حر يرغب في استعادة مكانته الطبيعية بين الامم والمحافظة على وجود الجنوب وهويته . فأبناء الجنوب أحرار وشربوا حليب الحرية من ثدي امهاتهم الماجدات الحرائر . فالكل يسعى لهذا الهدف ولكن الوسيلة تختلف نعم الوسائل متعددة لتحقيق هدف واحد . وفقا لمستوى التفكير والتباين بين ابناء الجنوب. واختلافه . حتى لا أطيل ، كل ذي لب يتساءل طالما وكل ابناء الجنوب مشمئزين من وحدة 22 مايو 90م . فلماذا لا تتوحد جهودهم وقدراتهم للسير معا وفي طريق واحد نحو استعادة الهوى والهوية والكرامة الجنوبية . ما سبب تلك الفرقة والشتات بين ابناء الجنوب التي تخدم الطرف الآخر وتجعله يراقب مستمتعا بهذا التشرذم الجنوبي. ولا يتدخل الى لصنع نارا وقودها الناس والحجارة في أرض الجنوب ( سؤال منطقي ) . وإجابة هذا السؤال لا تحتاج ذكاء انشتاين او دهاء عمرو او فراسة علي . بل يحتاج مشاهدة وعن قرب والاستماع للخطاب الإعلامي الغبي للنخب الجنوبية المتسلطنة على المشهد حاليا ، والذي يتم توجيه عمدا للتفرقة والشتات وتقطيع حبال المودة بين الجنوبيين واواصر القربى . مما يجعل غالبية ابناء الجنوب يلجأوون إلى استخدام الحيل الدفاعية في علم النفس ( في الصحة النفسية ) فتتعدد الحيل التي قد تكون. الانطواء او العداء أو الهروب والنكوص او انفتاح شهية الأكل والشرب بشراهة الفاسدين . بل أن البعض يلجأ إلى الخنوع والانبطاح للطرف الشمالي ليس حبا فيه وإنما خوفا من القادم المجهول في الجنوب جراء التعاطي السلبي مع بعض القضايا والمناطق واهمالها باستحمار فج والتحشيد المناطقي والاستعلاء والنرجسيات المريضة التي ترى أنها هي وهي فقط الجنوب والباقين رعاع واتباع . والتهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الامور لكل من يختلف معهم ويخالفهم في الرأي والوسيلة لتحقيق نفس الهدف . بل ويصل بهم الامر الى سحب الهوية والانتماء وتوزيع صكوكها وفقا لاهوائهم المريضة . ما اسعد النخب الشمالية بكم يا هؤلاء .