السياسة كأطباق بيض مفروشة على طريق ممتلئ بالمتسابقين، والسياسي وحده من يعرف كيف يقف فوقها بخفه شديدة دون ان( تفتقش) يمشي متى ارد ويجري عندما تحين الفرصة. في شبوة بدأت تكوينات النخبة على شكل مجموعات لا تعترف ببعضها وبقيت على هذا الحال ما يقارب العامين في (رماه) دون ان تتمكن القيادة الاماراتية من إيجاد حل لمركز القيادة والذي كان مصدر قلق بالنسبة لهم ،ومقارنة بالشخصيات التي كانت متاحة لهم وقتها لم ترتقي جميعها الى المستوى الذي يمكن ان نسميها قيادة يمكن الوثوق بها او التطلع من خلالها الى المستقبل.
ضلت الاحتمالات متباينة حول تمكين قوات النخبة من محافظة شبوة ، بل كانت بعيدة عندما تأكدت القيادة الاماراتية من عدم استطاعتها الوصول بتلك القوات الى شبوة ولن تسطيع الزج بها وهي لا تملك خيارات جيدة في مركز القيادة خاصة وهي تفكر في بد السيطرة بأكبر مصادر البلد الاقتصادية ( منشأة بالحاف الغازية ) ولم يكن بمقدورها سوى ان عززت آمالها عندما تواصلت في الثلث الثاني من عام 2017م بمركز قيادة المقاومة الجنوبية ببالحاف والذي كان يقودها خالد علي العظمي وسرعان ما كان التجاوب امر مقبول حيث وصلوا من خلاله الى اتفاق يقضي بتأهيل دفعة اولى من قواته الشعبية وتحويلهم الى نخبة بجانب قواتهم الشبوانية (المرمية ) منذ سنتين بلا (هوية ) ، ولم تمر سوى 6 أشهر على ذهاب تلك القوات الشعبية حتى عادت كأولى القوات الشبوانية العائدة بعد ان كانت اخر من التحق بهم.
هناك تفاصيل كثيرة حدثت في رماه نتجنب ذكرها لحساسية الموضوع، ولكن نخبة بالحاف هي اول من وضع قدمه ارض شبوة وكانت الباسطة على سواحلها بالطول والعرض ،كما انها في البر والبحر تملك قيادة شرسة وذات مصداقية، ولتجنبها دخول المشهد السياسي بغية تجنيب أبناء شبوة مغبة الصراع السياسي ورهانه الخاسر تحظى باحترام الجميع ، وفي ذألك الوقت وقبل ان يتخطى عام 2018م بداياته الاولى كانت كل الامور تسير معنا في بالحاف بهدوء وبعيدة كل البعد عن كل الضجيج المتمثل بتحرير شبوة من اهلها فمن يسكن شبوة ليسوا يهود بني قريضة وكما يعلم الجميع ان سكان شبوة هم ابناءها اما الاخرين غيرهم فهم مقيمين فيها لا ناقة لهم ولا جمل بشأن اي تغيرات سياسية او عسكرية بالمحافظة.
وهكذا استمرت الاحداث حتى كانت المفارقة العجيبة بين لحظات سابقة لم تكن فارقة بالنسبة لا بناء شبوة ولحظات( طرية) كما لو أنها اول مرة نشاهدها ،ومنها عندما نزلت قوات النخبة الشبوانية اللواء الثاني بقيادة البوحر وبعده اللواء الثالث وهلم جره من الوية إعلاميها اكثر من جنودها ، وقتها هزتنا الخيبة وهزتهم احلام النشوة في معركة اعتبرناها خاسرة قبل ان تبدأ .
تخيل كشبواني أصيل ان تبدأ بأول خطوة في تأمين محافظتك بتحرير وهمي من خلال الاعلام وبهذه اللهجة السوقية (حررنا شبوة من القاعدة ) حتى في بالحاف التي استقبلناهم فيها قالوا عنها (حررناها من الارهاب) صراحة وقاحة لم يكن بمقدورنا الرد عليها سوى بضحكات كبيرة لم يسمعها سوانا، وذلك لعدم قدرتنا على مواجهة هالة إعلامية بمقام دولة. الى هنا كانت البداية . للنهاية حديث وبقية ....