ونحن نعيش أجواء العيد وفرحتها وبهجتها لابد أن نتذكر كثير من الأغاني العيدية ونرددها مع قدوم كل عيد من تلك الأغاني العيدية الرائعة (( عندي العيد )) هذه الأغنية لهامة وعلم من أعلام الفن والإنشاد الحضرمي واليمني إنه ابن سعاد الشحر العم القدير محمد محفوظ سكران الكالف الذي تربطني به علاقة حميمة منذ ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن . سبق وإن كتبت عنه مقالاً قبل سنوات لكن هذه المرة حديث مختلف و ذو شجون حيث قمت بزيارة خاصة إلى منزله ومسقط راسه دفيقة بالشحر وصلنا لتلك المنطقة الهادئة الجميلة ظهراً وتذكرت أبيات من أغنيته صاغها عن وادي دفيقة الجميل : شفت أهيف معدي وسط وادي دفيقة محكم السير يمشي كل خطوة دقيقة مشي مغري لكل عاشق بمعنى وتدقيق في ثرى الشحر مخزونه الكنوز الدويله لي بها تبر وعقيق ============ قلت أهلاً بمن قابلته في طريقه هل أنا في خيال الآن أو عن حقيقه بالصدف جاتنا لقيا على صدق وحقيق في ثرى الشحر مخزونه الكنوز الدويلة لي بها تبر وعقيق ============ وصلنا دفيقة حقيقة وليس خيال بصحبة الشاعر والملحن والمؤلف أخي جيلاني وكان إستقبال حميم من العم محمد الكالف وابنه الطيب عمر بعد فترة طويله من البعاد عنه وعن سعاد . تحدثنا عن ذكريات عدة وتذكرنا جلساتنا بوادي حضرموتوصنعاء و تحدثنا عن النشيد فصدح العم محمد بقصائد الحبيب علي بن محمد الحبشي التي لازالت عالقة وراسخة بذهنه فذكر منها : يا خو عمر عادة لنا كل عيد وانسنا مانقص في كل ساعة يزيد ياوقتنا لي مضى الله يعيدك جديد أوقات مرة في سعف كل سعيد نلنا فيها كل مطلب في المحبه بعيد الى أخر القصيدة وفقني الله بأن سعيت بتسجيل له عدة موشحات بالقناة الفضائية اليمنية وكان انطباعة طيب وسعيد في هذه اللقاء تحدثنا عن قصائده وأغانيه وكان حديث لايمل مع هامة عاصرت التوهج الفني الحضرمي من خلال لقاءات و جلسات جمعته مع عمالقة شعراء الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف ومستور حمادي و سعيد مرزوق و سالم بن عبدالقادر العيدروس وحسين المحضار وغيرهم في خمسينيات وستينيات من القرن الماضي بمدن الشحر وسيئون وتريم فصوته الشجي مكنه من إنشاد القصائد الروحانية وقصائد الدان .. سعدت كثيرا بإهدائي ديوانه (( أنين المشتاق )) وديوانه السابق (( أماني المشتاق )) هذا الديوان الذي اجتهد فيه الكثير و منهم الدكتور عبدالله حسين البار وحينها تواصل معي الأستاذ الراحل عبدالله صالح البار وعمل توصية لوزارة الثقافة وتعريف بالعم محمد الكالف واتيت إلى مجلس الشورى و استلمت التوصية و السيدي الخاص بديوان أماني المشتاق واوصلته إلى وزارة الثقافة وحينها كان لنا ارتباط مع أصدقاء بالوزارة والحمدلله تمت طباعة الديوان في لبنان ضمن كتب صنعاء عاصمة الثقافة العربية أعمال رائعة قدمها العم محمد للفن اليمني و الحضرمي بالذات . كلماته وألحانه جميلة و لازالت حاضرة بيننا ولا يمكن أن ننساها بل يتم ترديدها دوماً في كثير من المناسبات المختلفه. تحدثنا عن علاقته مع ابن مدينته الشحر الشاعر والملحن الراحل حسين أبوبكر المحضار رحمه الله فهي علاقة وطيدة يسودها الحب والمودة وتجسد ذلك الحب في أعمال مشتركة رائعة فقال أتى إليا الحبيب حسين وطلب مني ألحان وإنا سبق أن كتبت أغاني عليها لكن طلب الحبيب حسين لايرد ومنها لحن (( ياحلى بستان قد طاب مجناك )) كلمات الراحل حسين المحضار وتم تسجيلها في بيروت بصوت الفنان الراحل ابوبكر سالم بلفقيه وكذلك لحن (( صابر قلبي المتعوب ومن كثر المشقه دوب صابر قلبي المتعوب )) كلمات المحضار وغناء الراحل محمد جمعة خان (( وربنا يرحم عبيدة )) واغانيتين أخرى لم يتذكرها العم محمد فهو الان في التسعينات من العمر حفظه الله، ذكره الشاعر حسين المحضار في قصيدة (( طبنا بطيبة )) طبنا بطيبه وأنت يا * سكران * طب لأن في طيبه دواء شافي وطب يا بخت من جاها ومن ماها شرب قل له ابشر بالخير وبشرب الهناء يانوب ظاعن بعد ماله طاب في طيبه الجنى
وعن رائعته الجميلة (( ما بانساهم )) تحدث عنها وقال انه صاغها لمحبية من أهل الحبشي حيث تربى ودرس في رباط الحبيب علي بن محمد الحبشي ومحبا لهم ولنهجهم وارتباطه معهم ارتباط وثيق وكل سنه لابد أن يزورهم ورغم غربته وفراقه عنهم فقد صاغ عدة قصائد عن محبية أهل سيؤن منها (( طابت ليالي معي بالأنس في سيؤن )) اما رائعته با نساهم التي تغنى بها أغلب الفنانين والتي ذاع صيتها داخل الوطن وخارجه ولا زال يتم ترديدها في مناسبات كثيرة فنختار منها : ما با نساهم من خاطري لا ولا با سواهم قلبي قفاهم لأنه مولع في حبهم دائما لازال ======== بيت نراهم من شدة الحب واسمع نداهم روحي فداهم ولعاد بقنع منهم ولو يطلبون الحال ما با نساهم =========== صايب خطاهم عندي الآن ما اقدر عاجزاهم واطلب رضاهم والعين تدمع من بعدهم لي علي طال ما با نساهم =========== قدم خلال مسيرته العديد من الأغاني عن الشحر والوطن اليمني والاغتراب وأغاني موضوعية جميلة أعماله شدا بها كبار الفنانين بحضرموت منهم محمد سالم بن شامخ وسعيد عبدالمعين ابن الشحر والفنان كرامة مرسال وابن شبام الصفراء بدوي الزبير وعلوي عبدالقادر الكاف رحمهم الله جميعاً وكذلك الفنان عبدالرحمن الحداد و محفوظ بن بريك و علي العطاس و عبدالقادر العيدروس وغيرهم من الفنانيين ولا ننسى الفنان الكويتي خالد الملا .. أما أغنية (( عندي العيد )) فقد شدا بها كثير من الفنانين الحضارم منهم الفنان الرائع عبدالرحمن الحداد والفنان علي العطاس والفنان محفوظ بن بريك وطالما نحن في أجواء العيد لابد أن نشدو بهذه الأغنية العيدية الرائعة : ياحبايب لقلبي والفؤاد .. قلت اهلا بكم بعد البعاد قربكم عند المحب يطفي الوقيد عندي العيد حين ما واجهتكم وأغلى من العيد **************************** يحصل القصد إذا ربك أراد نلتقي بأحبابنا في سعاد في ليالي السعد نبلغ مانريد عندي العيد حين ما واجهتكم وأغلى من العيد ************************** أنتم أحبابي وكل المراد ملتقاكم عندي اكبر عواد ينتعش قلبي وافراحي تزيد عندي العيد حين واجهتكم وأغلى من العيد ************************ عشقكم ما فيه انتقاد نوركم شارق على كل واد انني في حبكم دائم سعيد عندي العيد حين ما واجهتكم وأغلى من العيد كلمات والحان منتقاه بإسلوب سلس ينم عن حس فني رفيع يتمتع به الكالف . الخوض في قصائد والحان محمد محفوظ الكالف بحر واسع فية التنوع من الإبداع والابتكار والتألق أتمنى من محبي الفن اليمني والحضرمي طباعة دواوينه التي نفذت من الأسواق وطباعة أعماله التي لم تطبع طالما انه لازال عائشاً بيننا . اسأل الله بحق هذه الأيام المباركة من عيد الأضحى ان يحفظه ويمتعه بالصحة والعافية والعمر المديد أن شاء وان يمن على علينا جميعاً و على بلادنا وسائر بلاد المسلمين بالخير واليمن والبركات.
