لم تكن مشكلتنا في الاشتراكية ولم تكن مشكلتنا في الشمال بل كانت مشكلتنا في العقلية القروية التي ترى الوحدة مكسبا كبيرا إذا كانت السلطة بيدها والاشتراكية نهجا رائعا ستذبح من أجله أقرب المقربين ما دامت هي من تحكم. المنطق في جنوباليمن لا مشكلة إن كنا عملاء على حساب الوطن ويذهب النهج الرائع الذي كنا نتغنى به إلى الجحيم ما دام نحن من يفعل ذلك ولا مشكلة أن نتوحد مع عفاش إذا كان من يمد يده نحن وليس غيرنا... ببساطة مشكلتنا في جنوباليمن كيف نذهب نحو الانفصال عن الشمال موحدين وكيف نتوحد مع الشمال موحدين وكيف نكون عملاء موحدين وكيف نكون اشتراكيين موحدين وكيف نبيع هذا الوطن موحدين. وعلى هذا لم يكن من الصعب أن يستغلنا عفاش ويستغلنا الإصلاح ويستغلنا كل من يريد استغلالنا كي نقتل بعضنا البعض وننفذ مشاريع الآخرين بالأمس واليوم. صدقوني العقلية القروية هي من قتلتنا بالأمس وتقتلنا اليوم ومزقتنا بالأمس وتمزقنا اليوم وهي من ذهبت بنا نحو الشمال بالأمس وتذهب بنا اليوم وأبعدتنا عن جوارنا الجغرافي بالأمس وتريد أن نكون عبيدا له اليوم. بالمختصر لا فرق بين الأمس واليوم في الجنوب عدى شخوص من حكم ويحكم؟!