لست معنياَ بالدخول في حيثيات وتفاصيل الموقف الذي دفع بدولة الإمارات العربية المتحدة لهذه القفزة الكبيرة في الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية المسلمة وتطبيع العلاقات معها والارتفاع بها إلى مستويات غير مسبوقة ربما تكون إلى التعاون الشامل ان لم يكن التحالف بين الدولتين. غير انني معني بقوة بالموقف الذي يدعي انه يتحدث باسمي في الجمهورية اليمنية وفي الجنوباليمني على وجه الخصوص والتحديد والذي يمثله المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سارع عبر تغريدات نائب رئيس المجلس هاني بن بريك ومغرديه في مختلف وسائط التواصل الاجتماعي بضخ سيل من التصريحات التي تسابق سلطات وحكام أبوظبي في تبني الخطوة الإماراتية والدفاع عنها والترويج لها وكل ذلك باسم الشعب العربي المظلوم في الجنوباليمني ومظلوميته وحقوقه الشرعية المؤكدة. انني معني على المستوى الشخصي والاعتباري في الأدلاء برأيي وموقفي الذي طالما رفعته في تأييد المجلس الانتقالي من موقعي داخل الشرعية اليمنية المعترف بها دولياَ ودفعت ثمناَ باهضاَ بسبب ذلك كما وهو مصداقاَ لما اؤمن وأعتقد فيه وأراه صائباَ ويصب في المصلحة الوطنية والقومية والإنسانية دون تناقض. انني أتوجه بحديثي هذا إلى قيادة المجلس الانتقالي سائلاَ اياهم : هل اعترفت دولة الإمارات العربية المتحدة بحق الشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على اراضيها المعروفة والموثقة دولياََ كما كانت قبل عام 1990م بغض النظر عن شتى ما سيقال عن ما قدمته وتقدمه للمجلس وقيادته وعن مساعدات انسانية هنا وهناك انا ارد بكامل الثقة ان ذلك لم يحدث ولن يحدث أبداَ لسبب بسيط هو أن الإمارات ملتزمة التزاماَ راسخاَ لا يتزعزع بالسياسة الدولية والأقليمية التي لا تقبل باستعادة دولة مستقلة كاملة السيادة تتبنى النهج الديمقراطي والحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان في جنوباليمن سيما وان الدولة التي تحققت فيه عام 67م كانت تشكل في كل سياساتها صداعاَ مؤلماَ لنفس السياسة والنهج الدولي الذي تتبناه دولة الإمارات وحلفائها الدوليين والإقليميين القدامى والحاليين. ليس الوضع في اليمن مشجعاَ على الاندفاع الأعمى في مثل المواقف التي أشرنا اليها من قبل بعض المحسوبين على المجلس الانتقالي والتي لا تعبر برأيي عن حقيقة مواقف الشعب ولا جماهير المجلس وغير مقبولة ولا يزال أمام المجلس فرصة لتصحيح موقفه وصياغته بحنكة بما يتلائم ويستجيب للمصالح العامة العليا للشعب في شمال اليمن وفي جنوبه فليس المجلس معني بتقديم موقف مجاني يتصادم مع مبادئ الشعب وقيمه الدينية والوطنية ومع جوهر هذا الشعب الصلب في الانحياز للحق والعدل والخير مهما كانت الصعوبات وان الموقف الذي تقدمه حكومة الشرعية بالتمسك بموقف دولة الجمهورية اليمنية من القضية الفلسطينية بكونه موقف ثابت وغير قابل للتغيير هو في رأيي موقف منطقي ومحترم دون أن يعني ذلك الدخول في صدامات حادة مع دولة الإمارات ولا مع حلفائها الذين يمسكون بتلابيب الملف اليمني برمته. أن على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ان تتمسك بصلابة وحزم بالارادة العامة للشعب الذي يكررون بأنه قد فوضهم للتعبير عن قضيته وعن إرادته العامة ومصالحه العليا وهذا الشعب لم يفوضهم في مصادرة إرادته لصالح اي دولة أو كيان في هذا العالم وإنني أؤكد على أن تأييد الموقف الإماراتي هو طعنة نجلاء في صميم المزاعم والادعأءات التي يرفعها المجلس الانتقالي نفسه باسم الحقوق الثابتة في الحرية والاستقلال والكرامة لشعبه قبل أن تكون للشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة ومظلوميته التاريخية وإننا على ثقة أكيدة بأن الشعب الجنوبي لا يجمع أبداَ على اي موقف يضر بالقضية الفلسطينية ويصادر حق الشعب الفلسطيني الشقيق في النضال والمقاومة بكافة الوسائل من أجل نيل حريته واستقلاله اويصادر حقه في التعبير عن نفسه بنفسه وان من يؤيدون مثل ذلك الأمر هم اقلية لا تعبر عن روح الشعب ولا عن ارادته العامه التي لا تقبل لغيرها ما لا تقبله لنفسها. ليس المجلس الانتقالي الجنوبي ملزماَ بتأييد الموقف الإماراتي ولا بادانته وفليترك لمختلف مكونات الشعب ان تعبر عن نفسها ويحافظ بسياسة مرنة وبرجماتية على المصالح المشتركة بين الشعبين حتى استقرار الأوضاع في اليمن العزيز شماله والجنوب.