هُنا وجهي و وجهُ مدينتي وهُنا أموت، أغادر الحياة رافعا يدي أنا من إب وهُنا أطفالنا يرحلون،يغرقون،يرفعون أيديهم ويستنجدون لكن لا أحدٍ يأتي للإنقاذ، يسبحون وسط البراكين القاتلة في مدينة كانت خضراء فأصبحت حزينة ولبست ثوب الحزن والحداد منذ البارحة، هُنا إب. وهُنا نغرق ونغرق ونغرق،نرحل،نموت، نودع الحياة رافعين أيدينا ونودع هذا العالم ، نصرخ، نبتسم، نبكي، نضحك ونلعن ونقول الى اللقاء يا أصدقاء، هُنا نطلق أخر لعنة من وسط الماء والسيول الجارفة في هذه المدينة الجميلة،التافهة،القذرة،اللطيفة المُفزعة، الكئيبة،أي في مدينة الآهات والآنات وجميع التناقضات هُنا اللواء الأخضر وهُنا يلتوي الحزن حول أجسادنا حتى يكاد أن يقسمنا الى أنصاف وأثلاث وأرباع يا كل الساسة الذين لا تحملون همومنا وأوجاعنا ولا تمسحون الدموع من وجناتنا يا من سرقتم إرادات مدينتنا وتركتوها جثة بدون روح ونبض وقلب وضحكة وابتسامة، هُنا إبالمدينة التي تحب الله والملائكة ويحبها الله والإنسان والحوريات والأنبياء. هُنا إب في صورة بالأمس مُبتسمة واليوم حزينة، البارحة تضحك والأن تَدمع ساعات تلعب وتمرح وفي لحظات ترفع يدها وتؤدع الحياة، ترتدي الأكفان وتغادر الى منزلٍ تحت التُراب الرعُب يملأؤني الفزع يتجول في أوردتي وهُنا الدموع تبللني وتغسلني