العلماء هم ورثة الأنبياء . هذا ما جاءت به السنة النبوية على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى) . والأنبياء والرسل ومعهم العلماء ما بعثوا إلا لإحقاق الحق ونصرة المظلوم . من هذا المنطلق كانت مسيرة العلماء على مر السنوات , داعمة للحق رادعة للباطل . شاهدنا وتابعنا وسمعنا اللقاء الذي جمع دولة حيدر العطاس مع الداعية السعودي الإسلامي المعروف الشيخ سلمان العودة للتباحث وإطلاع فضيلة الشيخ على حقيقة ما يجري في الجنوب . وهو لقاء من شأنه أن يمحو الصورة المسبقة التي ارتسمت عند فضيلة الشيخ سلمان – كغيره من العلماء – عن الجنوب وثورته المباركة , نتيجة عدم وضوح الرؤية لديهم حول ماهية الحراك الجنوبي والأهداف التي يسعى لها . كثيراً من العلماء لا يبنون مواقفهم القطعية تجاه القضايا الحساسة بناء على ما تطلعهم به وسائل الإعلام المؤدلجة نظراً لتضارب فحوى كل خبر في كل قناة استنادا للفكر الذي تستمده كل قناة ومناصرتها لمن هم على نهجها , وقلما تجد صوتاً يطرح الحياد منطلقاً في تغطيته . خيراً ما فعله العطاس أن ألتقى بالشيخ سلمان العودة , وهي خطوة نتمنى أن تتبعها أخرى من قيادات الجنوب من علماء آخرون , كثير من العلماء لديهم فكرة مسبقة وللأسف هي خاطئة عن الجنوب وثورته السلمية , ومرد ذلك إلى أسلوب تزييف الحقائق وتحريفها الذي أتبعه نظام صنعاء تجاه الجنوب , واستخدامه للبعض من علمائه للتحدث عن الحراك بصورة مغلوطة ومشوهة لحقيقته , حتى أضحى كلام هؤلاء المصدر الوحيد الذي يبني عليه كثيراً من علماء الخارج نظرتهم للجنوب . نحن لا نلوم هؤلاء العلماء لأن التقصير كان من جانبنا نحن الجنوبيين فقيادتنا يبدو أنها لم تعي أن لنصرة دعاة الدين لقضيتنا بحكم شرعيتها أهمية لما للعلماء من دور في إلهاب مشاعر الناس في الذود عن قضاياهم العادلة . مكسب كبير للقضية الجنوبية أن يتفهم علماء كبار كسلمان العودة لمظلومية القضية الجنوبية وأحقيتها في السعي لتحقيق أهدافها وهو تفهم سيقود بالتأكيد لمناصرتها وفقاً للشرعية الدينية التي تدعو لرفع الظلم عن الناس . فالعلماء أكثر من يحرصون على دعم الحق أينما وجد , والوقوف ضد الباطل أينما كان . والحق أحق بأن يُنتصر له .