في عام 1976م وقبل زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات الى القدس والكنيست من أجل المفاوضات مع الكيان الصهيوني الذي قابله رفض شعبي عارم في مصر وكافة الدول العربية منددين ومستنكرين هذه الزيارة وضد المفاوضات مع إسرائيل وكامب ديفيد فصارت الجماهير تهتف في تظاهراتها ضد نظام السادات بسبب هذا الأمر. ومن وحي هذا ما قاله الشاعر المصري ( أمل دنقل ) في قصيدته الشهيرة المعنونة ب(لاتصالح) في إشارة منه لرئيس السادات. حيث قدم عشر وصايا مماثلة لوصايا كليب لزير سالم بعدم التصالح في دمه الذي استباحه جساس. وصايا دنقل تعتبر وصايا لكل الأمة العربية بعدم التصالح مع العدو الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية وتكريماً لدماء الشهداء التي سقطت دفاعاً عن القدس الشريف. من وصايا دنقل. لا تصالح..ولو منحوك الذهب . هل يصير دمي . بين عينيك . ماءً؟ أتنسى دمائي الملطخ بالدماء.. اتلبس فوق_ دمائي_ ثياباً مطّرزة بالقصب؟ أنها الحرب . قد تثقل القلب لكن خلفك عار العرب' لا تصالح _ على الدم حتى بدم! لاتصالح _ ولو قيل رأس برأس! أكلُّ الرؤوس سواء؟ اقلب القريب كقلب اخيك؟. سيقولون. جئناك كي تحقن الدم. جئناك كن يا أمير الحكم . سيقولون.. ها نحن ابناء عم. قل لهم أنهم لم يراعوا العمومية فيمن هلك . واغرس السيف في جبهة الصحراء الى يجيب العدم. لاتصالح.. ولو حرمتك الرقاد .صرخات الندامة. لا تصالح.. ولو توجوك بتاج الإمارة . كيف تخطوا على جثة ابن اخيك. فان عرشك سيف وسيفك زيف. أن لم تزن بذؤابته لحظات الشرف. لاتصالح..ولو قيل ما قيل من كلمات السلام. كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس.؟! كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام؟ كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام -كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟ لاتصالح .. ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن الجليلة. لا تصالح.. ولو قيل إن التصالح حيلة .. أنه الثأر. لاتصالح.. ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ . والرجال التي ملأتها الشروخ هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد . وامتطاء العبيد. هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ. لا تصالح لاتصالح لاتصالح. رحم الله هذا الشاعر الذي اخترنا لكم جزء بسيط من أبيات هذه القصيدة الرائعة الكفيلة بعدم التصالح مع هذا الكيان الخبيث. ولكي نحترم دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن القدس.