تعرٌضت عدن إلى تدمير متعمٌد وممنهج،وأرتُكِبت في حقهاعنوة أفعال شنيعة،أتت على الأخضر واليابس فيها،فلم يسلم لها مرفق حيوي ولاموقع مدني ولاجانب من جوانب الحياة فيها إلاوطالته يد الفساد الوسخة وساخةذويها وأمتدت إليها الأكف الرٌثة للرٌثث من البشر..دُمِرت إقتصادياً/أمنياً/ إجتماعياً/ ثقافياً/أخلاقياًوخدمياً وجُرِدت من كل ماهو جميل فيها وأصبحت بفعل ذلك التخريب والعبث قريبة الشبه بمقبرةٍدهريةٍ مرٌ عليها قرون وأزمان سحيقة !. كانت عدن مدينة السلم والسلام والأمن والأمان والسلوك الحضري والمدني والثقافي والأخلاقي الراقي،فيها كل ماتشتهي إليه النفوس وتتوق له الأرواح ومراد العقول والألباب؛ المكتبات ودور السينما والمنتجعات والحدائق والمتنفسات والمنتزهات وصروح العلم والمعرفة ومنابر الإعلام المختلفة،مرئي،مسموع،مقروء ومجلة الفنون،وكل شئ فيها كان محمي بعيون وقانون،وفوق كل ذلك كانت عدن ملاذ الخائف ومشبع الجائع وحضن دافئ للوافدوالزائر واللاجئ،إلى أن جاءها عام النكبة التي وقعت فيه هذه الجوهرة في يد الفحٌام وزبانيته اللئام الذين سلبوها كل شئ جمالها وحليٌها والحلل ماءها ومرعاها،فجعلوها تبدو كعجوزٍ شمطاءٍ تجلس القرفصاء عاجزة أن تخطو خطوة واحدةمن محلها تنتظر لعل وعسى أن يأتيهاالهادي المنتظر ليخلصها من يدالحراميٌة اللصوص وينقذها من قبضة بلاطجة العصر والأوان !!. لا يستطيع أحد بمفرده أن يعيد لعدن ما سلب منها،فهي بحاجة إلى جيشٍ جرارٍ من الشرفاء المخلصين والخبراءوالمهندسين والفنيين في مختلف الجوانب وتسخير كل مواردها لها،بتظافر جهود كل أبنائها وأهلها،لكي يتم بذلك محو آثار الشيخوخة من قسماتهاوإزالة التجاعيد البشعة من وجهها حتى يعود لها جمالها كما كانت في ماضيها الأصيل . ليس لي فيك ياعدن متجراً ولا قصراً مشيداًولا لي فيك مطمع دنيوي ولا مأرب شخصي،فأنا أقطن في كوخٍ معلٌقٍ في أحد شوامخ لحج الخضيرة،ويكفيني منك ياعدن فقط أنني عندما ارتادك أشعر بسرورٍغامرٍيجتاحني وأغتباطٍ جارفٍ يتغلغل بقوةٍ في مهجة الرٌوح ومسامات النٌياط فلي بك ولع ووله يسري،دوماً،في سريرتي وعموم البدن،فأنتي لي السٌكينة والسٌكن وذاك الكوخ الذي أخلد فيه كل مساء،فلك الله ياعدن ولمحبينك الآهات !!.