لقد أتى قرار سيادة المحافظ الأستاذ أحمد لملس والمتمثل بإيقاف أعمال البسط والردم التي استهدفت بحر صيرة بكريتر، القرار الذي جاء أثناء نزول الحملة الأمنية برئاسته المحافظ لملس، النزول الميداني للمحافظ والتوجيه بإيقاف أعمال البسط أثلج صدور الجميع وفتح نافذة أمل جديدة لطالما كانت موصدة بوجوه العابسين في المحافظة، نعم هكذا نستطيع أن نصفها "نافذة أمل جديدة" فتراكم خيبات الأمل لدى المواطن في عدن تمخض عنها اليأس الذي حال بينها وبين الأمل إن صح التعبير، بهكذا نزول، وبهكذا قرار تكون الدولة في عدن بدأت تلملم شتاتها وتستعيد لأنفة وشموخ كبريائها المستباح وعلى وجه التحديد صيرة المنطقة السياحية والمعلم التاريخي العريق منذ الأزل، بعد أن نفضت عنها غبار المتنفذين والباسطين خوارج العصر وعاره..!
إن نافذة الأمل التي ترآءت لنا دفعتنا إلى أن نستذكر أراضي الحرم الجامعي التي لم يتبقى لها من إسمها نصيب فهي حرم جامعي ولم تعد كذلك حرماً، لقد استبيحت من قبل متنفذين مجهولين وتم توزيعها وبيعها والتزندق بأموالها وأقتناء المسكرات بأنواعها وأنا على ما أقول شهيد، تلك المساحة الضيقة لمستقبلنا الواعد هي لم تعد كذلك بل لم يعد هناك ما يدعوا للمستقبل بعد أن تم البسط والتنفذ عليها، كم هو مؤلم جداً أن يشاهد الطالب الجامعي حرم جامعته ينتهك كل يوم وأمام عينيه، هو بذلك يشاهد ذلك المستقبل المتنازع عليه والممزق من كل أركانه والمغتصب والمستباح إن صح التعبير، بل أشد من ذلك...
سيادة المحافظ: إن ما يحز في النفس هو سكوت الجهات المعنية ممثلة بالأحزمة والجهات الأمنية، وكذلك الجهات العليا في السلطة سواء في الحكومة الشرعية أم في رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي بصفته المسؤول المباشر في عدن، رغم المناشدات المتكررة من رئاسة جامعة عدن المتمخضة عن عدة إجتماعات استثنائية تعبر فيها إدانتها لأعمال البسط على أراضي الحرم الجامعي وترفع بذلك نداءاتها العاجلة إلى الجهات المعنية إلا أنها لم تلاقي تجاوباً حد اللحظة، كان آخرها في ال20 من يناير لعام 2020م والذي عقد فيه مجلس جامعة عدن اجتماعاً استثنائياً حذرت فيه كافة المواطنين إلى عدم التعاطي بأي صيغة من صيغ الشراء أو أي شكل من أشكال التعاقد مع الباسطين على أراضي الجامعة لأنهم لا يمثلون حقاً ولا يمتلكون أي صفة قانونية، وكذلك ومن الاجتماع رفعت نداءات الاستغاثة إلى الجهات المعنية في الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي، إلا أن ذلك لم يحرك ساكناً..!!
لذا نناشدك من نافذة الأمل التي فتحتها بقرارك الأخير أنت تنتصر لك ولأبنائك الطلاب ولمستقبلهم الواعد ولمستقبل جامعة عدن الذي يتقاسمه الباسطين والمتنفذين، أن تقوم بنزول على رأس حملة أمنية وعلى إثرها تصدر قرار بمنع وإيقاف الاستحداث داخل أراضي الحرم الجامعي أياً كان نوع هذا الاستحداث وأين كان مموله سواء القيادي الفلاني أو ذاك، فالمهم هو الانتصار للحق ولعدن وللدولة وللنظام والقانون..!!