لاشك أننا نسعد ونفرح كالكثيرين من البشر عندما نشاهد ونسمع أفعال واعمال بعض الأفراد والجماعات في مبادرات شبابية طوعية في خدمة ومصلحة المجتمع, أيّن كانت نوع وشكل الأعمال التي يقومون بها, حملات نظافة للشارع أو صيانة وعمل خطوط وإشارات لمرور المارة عليها في الطرقات, أو ترميم وتزيين مكان وموقع سياحي مثلا عبث وتطفل عليه الجهلاء بفعلهم الفاضح بالكتابة والرسم على جدرانه العتيقة التي هي كنز وتاج يفتخر ويعتز به الشعب اليمني وأجياله المتعاقبة بين الدول. أنه واجب وطني يحتم على كل يمني, المساهمة والمشاركة في الخدمة المجتمعية, للمحافظة والصيانة والدفاع عن المواقع التراثية والتاريخية, الذي تتعرض لأكبر حملة اعتداء وبناء عشوائي بجوارها والقرب منها, سوى كانت الفكرة بصورة منفردة أو جماعية فهيا تجسد وتبرهن تنامي الوعي الثقافي والبيئي عند هؤلاء, وإحساسهم وإدراكهم بقيمة ومكانة هذه الأثار وشواهدها المتجذرة منذ مئات السنين من حياة وتاريخ البلد. أشعر كمواطن بالفخر والاعتزاز نحو هؤلاء وأمثالهم وبمواقفهم المخلصة والنبيلة لما يقومون به من عمل وطني ومجتمعي, وأن كان بسيط وصغير في نظر البعض كما تراه أعينهم الضيقة والقاصرة, إلا أنه كبير وجميل وذا مغزى ومعنى لما يحمله من رسائل وأهداف نبيلة ووطنية, وخاصة عند من يرى أن الوطن غالي وكبير يجب أن نحافظ عليه ونرعاه, كما نحافظ على أحداق أعيننا لا أقل ولا أكثر. لا أبالغ أن قلت أن الخوف والقلق يتبدد من قلبي على مستقبل شبابنا وبلادنا. طالما يوجد مثل هؤلاء النوعية يكتنف بمشاعرهم ويسري في دمائهم حب الوطن والحفاظ والدفاع عن كل ما يهدد ويشوه معالمه وإثارة والدفاع هنا ليس بالسلاح وحده - - وإنما بالكلمة والفعل والموقف والنية الصادقة, في العمل والبناء وبذل كل الجهود والطاقات, لما من شأنه ما يخدم البلد ويحافظ على مكانته وموقعه المتقدم بتاريخه وحضارته بين الشعوب والأمم. يجب أن نشكر ونثني على كل صاحب عمل وذي همه ومبادرات مجتمعية وإبرازها حتى تكون قدوة ومثال يحتذى بها الأخرين وخاصة الأطفال, باعتبارها عمل إيجابي وشمعة مضيئة في واقعنا المأزوم, ولما تحتويه من قيم انسانية ووطنية نبيلة في هكذا وطن ومواطنة. يجب على الجميع - - التحلي والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن, الذي يبنى ويعمر بأفعال وليس بأقوال, وأن لا نبخل ونحقر أي عمل نقدمه له. مهما كان صغيرا -- فالعبرة ليس بالكمية والحجم أنما العبرة في الهدف والمضمون.