يجهد الإنسان نفسه من أجل الاغتناء ويستهلك طاقته لأجل ذلك، وكأنه خلق لذلك، فالاستهلاك هو الصلاة التي يثبت بها أنه معتنق للدين الجديد، ولابد له أن يؤدي تلك الصلاة في معابدها كالأسواق والمتاجر والمولات، وكلمة الكفر فيها أن تقول "كفى" وإذا قالها الإنسان أصبح مرتدا يحكم عليه بالعيش خارج المدن، أو بالهلاك النفسي. كلما زاد استهلاكه للسلع كلما زاد إيمانه وزاد رضى رب ذلك الدين عنه، كما أن العكس يجلب سخطه!! أصبحنا نجد أنفسنا تعتنق ذلك الدين الجديد من غير شعور منها، بتلقائية تامة نجد أنفسنا نؤدي الصلاة ونواضب عليها فكل شيء أمامنا يحثنا على اعتناق ذلك الدين الإعلانات، الدعاية، أزياء الممثلين، المولات والتي يستخدمها الكثير للتنزه، رؤيتنا للسلع أثناء ذهابنا للعمل وعودتنا للمنزل كل شيء يشدك بأن تغتنيه وتستهلكه لتكون من معتنقي الدين الجديد. فالرغبة بالاغتناء مشكلة تزداد خطورتها يوما بعد آخر على كاهل الإنسان حتى أنه يجد نفسه نهاية الشهر بحاجة للمال من أجل أن يأخذ مواد جديدة للاستهلاك، مع أنه لو تفقد منزله لوجد فيه أشياء كثيرة تم اغتنائها لكنه لا يقوم باستخدامها بشكل أساسي بل يمكنه أن يستغني عنها. جرب أن تكفر بذلك الدين الجديد وتقول كفى، جرب أن تكون مرتدا! أن تخرج من منزلك إلى السوق وبيدك ورقة صغيرة مكتوب فيها ما تريد أن تغتنيه من الأمور الأساسية حتى لا تنجر لاغتناء أشياء أخرى لم تكن واضعا لها حسبانا، جرب أن لا تنخدع بالعروض، وأن تركز على ما تحتاجه وليس ما تريده! فليس كل ما تريده تحتاجه!! أنت لم تخلق لهذا العبث، أنت خلقت لشيء آخر أنت بالتأكيد تعرفه فلا تنسى ذلك باعتناقك للدين الجديد" الاغتناء" أكفر به الآن وكن معي من المرتدين!!