************** في كل بقاع المعمورة التي كابدت القهر والطغيان والإستبداد السياسي والإرهاب الفكري ، تختزن ذاكرة الشعوب كل المآسي والنكبات التاريخية المتعلقة بالعمل السياسي والصراع الدموي للوصول إلى كرسي الحكم ، والتاريخ القريب والبعيد يعج بمختلف المآسي والدمار والدماء ، ولذلك أصبح الإقتراب من تلك الدائرة (الملغومة)يعني مخاطر جمة ، لايحتمل الكثيرون دفع فواتيرها الباهضة ، وبالتالي عزف البعض عن مجرد الحديث عن الشأن السياسي ، ولاذت الأغلبية بالصمت والسكوت وآثرت السلامة على الدخول في هذه المعمعة الخطيرة. .... واضطرت الأغلبية الصامتة إلى القبول على مضض بكل ماياتي من سلطات الأمر الواقع التي وصلت للسلطة بالقوة، وهي في الغالب (جماعات) صغيرة مسلحة ، لها إرتباطات طائفية أو قبلية أو مناطقية أو فكرية، أعدت نفسها جيدا ، أو ساعدتها ظروف محلية أو خارجية للتشبث بدفة الحكم. .... ويؤدي البيان رقم 1 إلى موت أو في أفضل الأحوال إلى إصابة الشارع السياسي بالشلل التام خوفا من ردات الفعل القاسية من تلك (الجماعات)التي تحتكر وسائل القمع المختلفة ، وتضطر الأغلبية الصامتة إلى ترك مصير الوطن ومستقبلة ومستقبل هذه الخراف الصامتة أيضا في أيادي هذه الجماعات للعبث به وفق اهواءهم ونزقهم. وتتحول الأغلبية الصامتة إلى _عجلة خامسة_لا لها في العير ولا في النفير .... ويشعر الكثير بالغربة الداخلية وتتعطل أدوات بناء الأوطان. ..ويتحول الوضع إلى إحثقان سياسي قابل للآنفجار بعد حين ومستنقع آسن مملؤ بالكثير من الأمراض المجتمعية الخطيرة. ويقتصر أي تغيير سياسي أو غيرة على القوة ، وتزيد مساحات الدمار والخراب وخارطة الدم المسفوك. .... ماذا لو نطق أنصار أبو الهول ؟! على الأقل نسبة معقولة منهم؟ لاشك سيتم إنعاش الشارع السياسي وإخراجه من حالة الموت السريري ، إلى آفاق المنافسة السياسية الحرة ، وإيجاد مرجعيات قانونية ومجتمعية يتفق الجميع بشأنها لحل مشكلة الوصول إلى الكرسي بطريقة ديمقراطية وانتخابات حقيقية تصنع سلطة تمثل الناس لا تمثل بهم .... ورغم إزدهار وشيوع قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ، ووضع الكل تحت مجهر المراقبة إلا ذلك لن يكون بأي حال بديلا عن أبناء هذا البلد أو ذلك ، والسؤال الجوهري الأساس هو كيف يمكن لأكبر عدد ممكن من هذه الأغلبية الصامتة أن تتكلم ؟!لا بل وتشارك بفعالية في الحياة السياسية كي تنكسر دورات العنف والصراعات التي أكلت الأخضر واليابس ؟ لاشك أن هناك الكثير من الظروف والأجواء يجب توفرها لتلك المشاركة وليس الأمر مجرد شعارات جوفاء تسقط بإنتهاء إعلان البيان رقم 1 وتعود حليمة لعادتها القديمة ..... يا أنصار أبو الهول انطقوا لو تكرمتم .....