تطل علينا ذكرى ثورة 14اكتوبر المجيدة ولها من الذكريات والشجون ما رسم في اعماق الوجدان والذاكرة شريط طويل لا يمكن ان ينسى لمن عاش هذه الفترة الملحمة التي جاءت من نبع وطني خالص بعد ارهاصات ومخاضات عسيرة لقد كانت بحق ثورة شعبية وطنية شارك فيها جل الشعب وقدم تضحيات كبيرة متصديا بكل عنفوان وفداءية لجبروت اعتى واقوى دولة استعمارية بريطانيا العظمى التي كانت مستعمراتها لا تغيب عنها الشمس واجبرها على الرحيل منكسرة ومنهزمة بقوة كفاحه وتضحياته وسيخلدها التاريخ لانها اعادة الاعتبار لشعب لا يمكنه ان يرضخ او يستسلم لبقاء دخيل او محتل على ترابه الطاهر. ان ثورة 14 اكتوبر كانت عظيمة الشان سامية الاهداف ضرورة لرد اعتبار لشعب رزح تحت الاحتلال 129 عاما لينال حريته واستقلاله ، حيث انها ثورة وطنية بامتياز وان شعارها في الميثاق الوطني للجبهة القومية كان مؤشر الى رمزيتها الدينية ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم.من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) لقد صنع شعب الجنوب ملحمة كبيرة وقدم تضحيات جسيمة من الشهداء ودخل العديد من ثواره ومناضليه السجون وعانت بعض مناطقه القصف والحصار والتشريد.وكانت اللحمة بين المقاتلين والفداءييين والشعب في اروع صورها اذ كانت كل البيوت في المدينةعدن مفتوحة للفداءيين عند الضرورة وكما هي في الارياف ، لم تكن حينها بوادر للقبلية او المناطقية ولم يكن التنافس على السلطة والامتيازات بل الدافع وطني ومن اجل الوطن فقط .