لقد تابعنا جميعاً من أسبوع التقرير الأخير الصادر من منظمة دافسو العالمية – لتقييم جودة التعليم، الذي جاء فيه سقوط اليمن من قائمة ضمان جود التعليم، وبذلك تكون اي شهادة علمية وأكاديمية صادرة من اليمن غير معترف بها دولياً، وما يترتب عليه من إجراءات قاسية سيتم تنفيذها على أبنائنا الطلاب منها حرمانهم من مواصلة التعليم في دول الخارج. في الوقت التي تسعى فيه الدول بكل طاقاتها وإمكانياتها لحماية مستقبل أبنائها والأجيال القادمة وتوفير لهم سبل العلم والتعليم ليكونوا قادةٌ وعلماء لبلدانهم في المستقبل، فهذا الأمر لم يحرك ساكناً لدى المسؤولين في الدولة لأن جميع أبنائهم يدرسون في أرقى مؤسسات التعليم في الخارج وعلى حساب الدولة، ولم يهتم أطراف النزاع لهذا الأمر لأن الجميع مشغول في تقاسم السلطة والمناصب، ليدفع الثمن فقط أبنائنا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. لم يترك أطراف النزاع العلمية التعليمية أن تسير بخير، فقد وصلها العبث والفساد والذي بسببه كانت النتيجة انه لا تعليم ولا جودة فيه، وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي الأن أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه جيلٌ كامل ،وعليهم أن ينقذوا ماتبقى من مستقبل أبنائنا الطلاب في الداخل. احموا التعليم فهو الحصن الأخير الذي كنا ومازلنا نراهن عليه في هذا البلد، وسقوط هذا الحصن هو سقوط جيل كامل من أبنائنا في الجهل والضياع، في زمن أصبح لا صوت فيه يعلوا فوق صوت السلاح. وأختم بقول شاعر النيل حافظ إبراهيم: العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها *** والجهل يهدم بيوت العز والكرم *عضو هيئة التدريس المساعدة – جامعة عدن