ولأنها اكبر اقتصاداً عالمي، وهي بلد الإختراعات المذهلة، والمتجددة ومطلقة خدمة الإنترنت، وتمتلك أكبر رصيد في تحديث أنظمة الكمبيوتر، وباعتبارها صانعة أول هاتف نقال ومزوده بخدمة المشغل حصرياً، وهي موطن سينما هوليود ذو الخيال العلمي المتسع، وصاحبة فكرة الحوسبة الرقمية، والسحابية، وبإمتلاكها أشهر وكالة فضاء، وصاحبة الإنجاز الأول لإكتشاف الإنشطار الذري والذي أفضى لصناعة سلاح الدمار الشامل، ولديها اوسع شبكات تواصل اجتماعي، و، و، و.... فستبقى امريكا تأثيرها كبير علينا، اتفقنا معها او اختلفنا، وستظل جاذبيتها وكرازميتها مختلفة عن كل كرازمية وجاذبية. فبما تمتلكه من مقومات تكنولوجية لا تضاهى، جعلتها احادي القطبية إلى يومنا هذا ودون منافس، وحتى الصين التي يُزعم باقترابها من هذه المكانة لها، فهي إلى الآن ليست كذلك، ولو قارنا رصيدها من القدرات لا يحسب لها إلا في خانة الطموح من بلوغ قدرات امريكا، ولا زالت اغلب إنتاجات عقولها تعيش متطفلة على ماتبتدعه وتنتجه العقول الأمريكية والعالم. وانا اكتب مقالي هذا، أذمُ بها امريكا او أمتدحها فلا أجد من وسيلة أرسلها وأصلها للقارئ المتلقي إلا من خلال الوسائل الامريكية المحملة على الشبكة العنكبوتية كالإيميل، والفايس، وجوجل، وتويتر،والوتس والسيتلجرام وغيره.... وكل هذا يحسب من الإيجابيات لها في تسهيل خدمة التواصل بين الإنسانية الذي عمل بدوره على تفعيل عنصر التمازج والدمج بين الأمم، والحضارات تأثيراً وتأثراً بعضها ببعضٍ. فالمنطق العقلي يُخبرنا، أنّ الولاياتالمتحدة الموطن المتسع والفج للإمبريالية العالمية بإعتبارها تمثل جُل رأس المالِ والثراءِ، إذاً هي بالتأكيد تصبح رقم مؤثر، وصعب عالمياً..فأهتزاز بسيط في نظامها السياسي سينعكس بدوره على منظومة القيم اوالإخلاق الإنساني لديها، وبما سيلقي بضلالهِ على العالم اجمع من أقصاه إلى اقصاه، ولكن لا يعني هذ أن نجعلها إلهٍ يُعبدَ متوهمين إن اي تذبذب او تراجع محتمل لركائز نظامها المؤسساتي يعني دخول العالم في نفقٍ مظلمٍ او بالآحرى انهيارا حتمي ولا قيام لهُ بعدها. نتفقَ مع كل صاحب رأي..أي نعم تأثير امريكا بالطبع موجود وقوي على العالمِ، لن يستطيع عاقل إنكارهُ، ولكن تراجعها خطوات إلى الوراء ليست هي النهاية، فقبل أن تكون امريكا كانت اورباء من حملت مشعل التنوير بزمنٍ قبلها، وكانت بريطانيا تمثل اكبر إمبراطورية ودون منافس في القرنين الثامن عشر، والتاسع عشر وبسبب توسع نفوذها في كل آتجاه لُقّبت بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس، إلى أن شأءت الأقدار يتغيّر ميزان القوى ومن بعد حربين عالميتين تراجعت هيبة بريطانيا وهي في أوجِ إزدهارها، وذلك بصعود امريكا، وروسيا كقوتين عظيمتين، وثنائي قطبين بتوجهين إدلوجين مختلفين، ذهبت قوة روسيا على إثر تفكك الإتحاد السوفيتي ومن بعد صعود ميخائيل جرباتشوف رئيساً عليها، ليذهب معها تأثير الكرملن، وبقيت قوة امريكا وحدها على الميدان، وستذهب قوتها يوماً عنها وتتفكك ويخفَ معهُ تأثير البيت الأبيض، ولتصعد قوة عالمية أخرى بديلة، ولن ينتهي الحال بنا هكذا، فوفقاً لقانون الفطرة الألاهية يستمر التّدوال كواحدٍ من سنن الحياة، فالعالم وفقاً له يتحدّث ويتغيّر على مراحلٍ مختلفةٍ، تولد حضارات وتضمحّلَّ اخرى، تسود امم وتضعفُ أُمم حتى يرثُ الله الأرض ومن عليها.