* لبعدنا عن الوطن نكابد ألم عدم مشاركة تلك اللحظات الحماسية التي يرسمها أحرار الجنوب في ساحات الحرية والنضال , لكننا على وقع هتافاتهم وصيحاتهم نردد الأناشيد , ونكتب الكلمات بنفس تلتهب حماساً , وترقص طرباً لسماع أهازيجهم في ثورة يكتب يومياتها أولئك الأحرار في الساحات والميادين . * الجنوب يا هؤلاء وطن يمتد من ألقاصي المهرة إلى رأس العارة , أرض تستوجب الدفاع عنها , والتضحية من أجلها , أرض تستصرخ أهلها طلبا للعون , وتستغيث بهم طلبا للنجاة من بطش عادي , وتنكيل غازي , وما خاب ضنها فيهم , فها هي الثورة تمضي في كل المدن والقرى بحثاً عن كرامة الأرض المفقودة والمنتهكة
* الجنوب يا هؤلاء وطن أستعصى على الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس , فما كان بيدها من حيلة تواجه بها أبناء الأرض الصناديد إلا أن تجر خلفها أذيال الهزيمة , مخلفة ورائها سجل حافل من الإخفاقات في تركيع شعب الجنوب , وإخضاعه لرغباتها وأطماعها الاستعمارية .
* الجنوب يا هؤلاء هو من استعصى على مشروع التركيع الذي ينتهجه نظام البطش اليمني , هو من تمرد على الوصاية التي فرضت عليه قسرا بعد الحرب التي شنت عليه سنة 1994م وأنتجت واقعا سيء يسعى لطمس الهوية.
* الجنوب يا هؤلاء ينتفض الآن غضبا , ويشتعل حماساً تعبيرا منه عن رفضه لظلم لا يطيقه , وحكم لا يقبله , انه الجنوب يا هؤلاء هو أكبر مما تظنون , وأكبر مما تتخيلون , أتضنونه صغيرا لتمرير مشاريعكم فيه , وترون فيه مطية تركبون عليها لتحقيق أحلامكم , كلا ورب الكعبة ليس صغيراً ولن يكون مطية لكم , ستصدمون عندما تعرفون أن الجنوب ليس كما تظنون وليس كما ترون .
* الجنوب يا هؤلاء وطن تسامى فوق الجراح , وتغلب على آلام الماضي وأوجاعه , لم يعد ذلك الوطن الذي يقتل أبنائه بعضهم بعض كما حصل وبدسائس الغير , لم يعد وطن ينظر أبنائه لبعضهم البعض بريبة وتشكك كما كان يحدث نتيجة استماعهم قول الوشاة , لم يعد وطن ينهش لحمه الغرباء كما كان يُفعل به , لم يعد وطن خيره لغيره من الآتون إليه وشره لأهله , لم يعد وطن يسحل أبنائه في الشوارع بأيادي وزارة أمن تسيدها الغرباء , لم يعد وطن يقتل أهله ليعيش الآتون إليه , ولم يعد كذلك ورب الكعبة . * الجنوب الآن يا هؤلاء وطن يعاني الآم الحاضر, التي يجتهد أبنائه لاقتلاعها, وتجفيف منابعها . * الجنوب الآن يا هؤلاء وطن يسعى لحياة أبنائه , لحريتهم , يسعى لأن يكون وطن يعيش فيه أبنائه وهم يتسنمون نسيم الحرية , وهوائها العليل , يسعى لأن يكون وطن يتسع لكل أبنائه من ينصره منهم ومن يخذله أيضا فالجميع في ميزان الانتماء له سواء , شاء الرافض منهم أم إباء .
* الجنوب الآن يا هؤلاء هو خلاصة خبرة سنين من النضال , ومعاناة شعب على مدار تلك السنين , الجنوب يا هؤلاء قادم ليحيي شعبا من موت واقع ...الجنوب يا هؤلاء يحمل نفسا لحياة شعبه , يحمل روحا يبثها في نفس شعبه , الجنوب يا هؤلاء تعلم كثيرا من تجارب سنين ودروس ماضي لذلك تراه مشبعا بنفس يتسع لكل رأي , يرحب بكل وجهة نظر , يؤيد كل فكر , يشجع كل تميز..... * الجنوب وطن يسترخص أبنائه حياتهم في سبيل حياته, يدفعون بأنفسهم فاتورة لحياته, يبذلون أرواحهم في سبيل نصرته دون منً منهم في ذلك , يسترخصون حياتهم في سبيل عزته .
* نصيحة أرفعوا أيديكم عنه , واتركوه لما يريد , وأذهبوا عنه بعيدا ...فلن تروا منه إلا نارا تشتعل , وبركانا يقذف حمما , وكأن لسان حاله يقول لا صمت بعد اليوم , لا سكون بعد اليوم , لا راحة بعد اليوم , الوقت هو وقت النضال , وقت الثورة , وقت الكفاح , وقت الصمود امام قوة البطش , وقت التحدي امام صعوبة الآم الحاضر ...ابنائه اليوم متشبعين بروح المقاومة , متمسكين بحق تقرير المصير , ساعين نحو النصر , متلهفين لساعة الخلاص .
* هذا هو الجنوب , انه وطن جديد , وطن غير الذي كنتم تعرفونه , وطن يستلزم منكم تجاهه أن تغيروا كل حساباتكم , وأن تبنوها من جديد على نظرية(الجنوب وطن ثورة وطن الأحرار) انه الجنوب يا هؤلاء لمن لا يعرفه , فعوا ما أنتم فاعلون , وأدركوا ما أنتم ذاهبون اليه , انه وطن جديد .