كنت صباح اليوم في مشوار لمديرية خورمكسر وعند وصولي لجولة إدارة الأمن قادماً من الخط البحري بدأت اشم رائحة مطهر ومعقم الأرضية "ديتول" وكلما مشيت بالشابات زادت قوة الرائحة حتى وصلت إلى جانب مبنى الإدارة العامة للبريد والذي اتضح لي أنه مصدر الرائحة.. نزلت من السيارة ومنذ دخولي من البوابة بدأت الاحظ أشياء غريبة وغير إعتيادية..ترحيب الحراسة.. نظافة غير مسبوقة للدرج في المبنى.. وعند وصولي للطابق الأول رأيت مالم أراه من قبل.. سيراميك الأرضية من شدة نظافته يكاد يكون مرآة.. ورائحة المطهرات والمعقمات تملئ المكان.. وزواية المكاتب والممرات لم تعد مليئة بالقمامات ومضغات التنبل بل أصبحت نظيفة للغاية لدرجة إني لم أصدق أن هذا نفس مبنى البريد الذي أزوره دائماً.. دخلت لمكتب خدمة المتقاعدين المدنيين والذي يديره الشاب الخلوق "معاذ" وطلبت منه أن يتأكد لي من راتب شهر متأخر لجدتي لم تستلمه.. انتظرنا قليلاً كون النظام كان معلق من صنعاء حيث مازال البريد مربوط بنظام صنعاء.. وبعد أن عاد النظام صدمت بأن الراتب قد تم صرفه من بريد خورمكسر!! لمن لا أعلم؟ اخذت الرمز الوظيفي للصراف الذي صرف الراتب وصعدت للدور الثاني لمتابعة الإجراءات في قسم الرقابة فلم أجدهم قالوا لي أنهم ذهبوا مع مدير البريد لمكتب المحافظ للتبرير له عن فسادهم وسوء إدارتهم لهذا المرفق الخدمي المهم والمرتبط رأساً بالمواطن.. وعدني الأخ معاذ أن يتابع الموضوع لمعرفة بأي حق أستلم هذا الصراف راتب جدتي المتأخر.. قلت له أتمنى أن تتنظف إدارة البريد من الموظفين الفاسدين مثلما تنظف مبنى البريد في يوم وليلة بعد الزيارة المفاجئة للمحافظ. أملنا كبير في محافظنا الهُمام الأستاذ/ احمد حامد لملس لإنتشال مدينتنا من وضعها المزري الذي وصلت إليه نتيجة للفساد الذي استشرى في كل مرافق الدولة خلال السنوات السابقة.