تمر علينا ونحن في هذه الأيام الصعبة ذكرى هي الأشد حزنا والأكثر وجعاً في قلوبنا نحن اليمانيين.. بل وتعتبر الأقسى الماً وثقلاً علينا مِن محبين ومخلصين وحتى مِن كانوا أعداء مبغضين لشخص هذا الرجل الذي خسره اليمن خاصة والعالم كافه هذا الرجل العظيم والهامة الحميرية الفذه التي لن يكرر التاريخ مثلها أبدا .. رجلاً حمل في طيات حياته الكثير والكثير مِن الشهامة والإباء والزعامة والإخاء ..وبكل حب وصفاً ونقاء رمز اً حراً كريم الخصال والسجايا معطاء محب لوطنه وشعبه يقدس تراب وطنه بكل صدق وحب بلا رياء. هذا الرجل الحميري الذي أحبه الجميع كان يشكل رقماً صعباً ورجل السياسة الأول بلا منازع في المنطقة العربية ع وجه الخصوص ويضرب له ألف حساب ولحضوره هيبه كبيرة في المحيط العربي والعالم الغربي بشكل خاص. كان يُعرف بحنكتهُ وشدة ذكاءه وسياستهُ الدقيقة وفراسته ورجاحة عقله سمي حينها داهيه العرب. الزعيم الحبيب والأبُ لكل اليمنين زعيم القلوب وشهيدنا الحي فخامه مِن لا فخامه تنصب لاحد بعده لرئيس حراً يماني شامخ الشهيد / علي عبدالله صالح رًئيس المؤتمر الشعبي العام ورئيس الجمهورية اليمنية سابقا. لم يكن رحيل الصالح رحيلاً عاديا بل كان رحيلاً شامخا مميزا كما كان في حياته شامخا. الرابع مِن ديسمبر يوم الوداع الحزين ..لروح اليمن ونبضها وقائدها الأبرز والأهم في تاريخ اليمن ككل. مثل الثاني مِن ديسمبر والرابع منه بزوغ فجرا جديداً للحرية وأول شرارة ثورة الكرامة والنضوج للتخلص مِن مشروع الأمامة والكهنوت التي كان مخطط لها مِن قبل العملاء والرجعيين وزبانيتهم ومواليهم من ضعفاء النفوس وعملاء الداخل والخارج للإطاحة باليمن الحر الديمقراطي الواحد. في هذا اليوم الذي كان سيشهد أصدق إنتفاضه وشرف لكل اليمانيين تكالب الأعداء للإطاحة فقط براس الصالح الرجل الأول سياسيا في المنطقة حيث كان الصالح يشكل خطر كبير ع سياستهم ومشروعهم القذر لتقسيم اليمن وخلق يمن ممزق مجزء بلا هويه. فشعر الصالح بخطر المرحله فثبت ووقف شامخا يصارع الأعداء بلا خوف ولا تردد ليثبت للعالم كافه أنه لا يهاب الموت والشهادة وسام ع جبين الشرفاء والمخلصين لتراب الوطن ولكرامته. هنا فقط يتوقف القلم الحر عّن الكتابه وتطوى الصحف وكل الكلمات تقف عاجزة عّن وصف هذا اليوم وكل ماكان وسيكون فدم الصالح ثورة لن تنضب وَلَن تنسى وَلَن تذهب هباً منثورا فالأيام القادمة حُبلا بالمفاجآت والدائرة تدور وتثور وإن غداً لناظرة قريب. كلمه الأحرار والثوار لن نتنازل عّن حقنا المشروع في النضال لنيل شرف النصر والأخذ بالثأر لشهدائنا الأبرار لنحيا بكل عز وإباء. وداعًا سيدي الرئيس ولروحك منا السلام وَلَن ننسى الوصايا , لن نكون ذات يوم إلا كما علمتنا دعاه للتسامح والسلام ومقاتلين أشداء مخلصين للجمهورية والوحدة ولتراب اليمن كلنا فداء.. لا للإمامة ..لا للرجعيه ..لا لتقسم اليمن الواحد .. المجد والنصر لدم شهدائنا شهداء الثورة والحرية والكرامة.