من ضمن الأحاديث التي دارت بيني وبين الفنان الكبير ، محمد محسن عطروش ، حدثني عن موقف ظريف حصل له أيام حكم الرئيس ، صالح ، وكاد هذا الموقف أن يسبب له مشكلة كبرى ... معروف عن الفنان ، عطروش ، أنه كان يقيم هو وأفراد أسرته في العاصمة صنعاء ، الحديث للعطروش : قال كنت في العاصمة التجارية عدن لزيارة بعض الاهل والأقارب ، وعند عودتي للعاصمة صنعاء ، وجدت الطريق مقطوع في منطقة الشريجة ، بسبب إحدى المظاهرات التي كانوا يحيونها أنصار الحراك الجنوبي في الخط العام ، سببت تلك المظاهرة إلى ازدحام السير ، قال نزلت من سيارتي وذهب إليهم قلت لهم يا أولادي افسحوا لنا الطريق خلونا نعبر ، وبمجرد أن عرفوا انه العطروش التم حوله كثير من المتظاهرين وهم يحملون أعلام الجنوب لأخذ بعض الصور التذكارية معه وبالمناسبة كانت اغنيته برع برع يستعمار حاضره في المظاهرة مع مكبرات الصوت ، قال لهم العطروش من باب النصح ، يا أولادي هذه الاغنية انا غنيتها في العام 1962م بسبب الظروف التي كانت تعيشها البلد في ذاك الوقت ، وانتم بهذا العمل غيرتم هدف الأغنية .. بعد ذلك قاموا بافساح الخط للأستاذ ، محمد محسن عطروش ، ليواصل طريقة إلى العاصمة صنعاء ، في اليوم الثاني من وصوله إلى صنعاء تلقى اتصال من الرئيس ، علي عبدالله صالح ، يطلب منه الحضور إلى القصر الرئاسي ، يوم غد وحدد الرئيس ساعة اللقاء ، انتاب الفنان ، عطروش ، التوتر بسبب المكالمة ، وجلس يضرب اخماس في اسداس ويفكر لماذا طلبني الرئيس ايش المناسبة وماذا يريد مني ، وفي الوقت المحدد ذهب العطروش للقاء الرئيس ، وكان تصريح الدخول موجود في البوابة الأولى ، و عند دخول عطروش على الرئيس ، وجد عنده يحيى الراعي وشخص آخر ، سلم عليهم وجلس ، يبدو ان حديث الرئيس مع الراعي ، قد انتهى لأن الراعي مباشرة بعد جلوس العطروش غادر المكان ... الرئيس صالح ، بلهجة ساخرة يقول للعطروش ، ما بلا قدك حراكي يا عطروش ، استغرب العطروش ، وقال مش فاهم ماذا تقصد يا فخامة الرئيس ، وإذ بالحارس يدخل ويسلم الرئيس مجموعة من الصور ( ذو الحجم الكبير ) عرض الصور على العطروش وكانت المفاجأة ان الصور في منطقة الشريجة للفنان محمد محسن عطروش ، وهو يتوسط المتظاهرين وتحيط به أعلام الجنوب من كل جانب ، ضحك العطروش وقال يا سيادة الرئيس اسمح اي اشرح لك سبب الصور وماذا حصل بالتفصيل ، قال الرئيس اتفضل اشرح ، بدا العطروش بشرح تفصيلي عن سبب وجوده في الصور ، المهم قال غادرت القصر ، وأنا أحس أن الرئيس لم يصفى قلبه برغم المبررات التي شرحتها ... للحديث بقية ...