العظمة والزعامة والرئاسة والقيادة لا تأتي للإنسان فجأة،وتمنحه مكانة صدارية متقدمة في نفوس الجماهير..وإنما هي حصيلة كفاح بطولي ضارٍ،وصراعات قوية مستمرة مع جحافل الباطل،ومسحات إنسانية لطيفة،ونظرات شمولية سوية نحو الوطن والعالم وقيم الحق والخير والجمال..ونظرة إلى واقعنا المشحون بحمّى السياسة،والمصبوغ بدماء الصراع العنيف تكشف لنا أصالة وقوة زعامة الأخ م.أحمد الميسري القيادي والوزير الذي قرأ الواقع اليمني المتناقض قراءة واعية بعد أن استوعبت طفولته ويفاعته متغيرات الواقع القبلي والنشاطات السياسية والخلافات الحزبية،وترسخ في مفهومه الثقافي حب الوطن،وقوة الانتماء إليه،والانحياز دوما إلى صف الإنسان الكادح الفقير وقضاياه العادلة؛وبذلك حدد مساره السياسي بوضوح منتصرا لقيم مثلى ،ومفاهيم عليا،وحب جارف للوطن،وكره عنيف لصور استغلال واستعباد الإنسان لأخيه،أو هيمنة ونفوذ النظام الظالم على جموع الشعب ..ومنذ تدرجه في المناصب الحكومية وهو يقف مع المواطن وينتصر للوطن ضد كل قوى باغية،ويجيد التعامل بمسؤولية راقية تتجاوز كل عصبيات مقيتة ومناطقية . في مكتبه تتعزز المقدرة القيادية الرائعة والروح المسؤولة الفاعلة وتذوب كل الأفكار الضيقة والنظرات القاصرة والآراء المأزومة وتعلو مصلحة الوطن وترتفع في تعاملاته مناسيب الإنسانية مع الجميع،مع تعزيز هيبة الدولة وإعلاء مصالح الوطن حتى التف حوله كل الناس وهوت تجاهه كل أفئدتهم..ولذلك ليس غريبا أن تتوالى الدعوات والمناشدات بعودته إلى عدن مسؤولا حكوميا كبيرا.. رئيس وزراء مثلا أو وزير للداخلية لأن المواطنين في عدن وما حولها عرفوا فيه رجل الدولة القوي،والقيادي الصادق الأمين الملتصق بنبض الشارع،القوي والسريع التفاعل معه.. حتى صار أحمد الميسري رمزاً يمانياً أو جنوبياً كبيراً يطالب به الجميع في التشكيل الحكومي القادم، ولا يرضون بغيره بديلاً أيا كان..خلفه أسود تزأر، وجبال تغضب،وصخور تزمجر..وأهرام قبلية واجتماعية واقتصادية وثقافية وإعلامية..كلها ترسل رسائل مشفرة وغير مشفرة إلى التحالف المخالف...الميسري خط أحمر.. فقد أصبح أيقونة النضال في اليمن والجنوب والقائد السياسي المحنك المحبوب شعبيا، والمطلوب جماهيريا..وليعلم التحالف أنه لن يستطيع تجاوز الميسري مهما تكالبت الضغوط على الرئيس هادي..وهو الذي يفترض بمقياس السياسة أن يكون على رأس الحكومة لو كانت هناك عدالة وتقييمات منصفة مستندة إلى معيار الكفاءة والإنجاز والشعبية..وإلا فإن الحكومة فاشلة لن تنجح ولو صدقت كل نوايا التحالف..وأن استهداف زعامات ورجالات الجنوب لن يجر على التحالف سوى المصائب والعيوب والسبوب والرياح الهبوب والفعل الكفاحي الغضوب. آخر الكلام كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم ويكره الله ما تأتون والكرمُ المتنبي