قبل ان يخرج بايام المندوب السامي البريطاني من الجنوب في 1967 وفي مدينة عدن على وجه الخصوص حيث كان قاعد في قهوة زكو ثم قال لزملاء المهنة من القادة السياسيون والعسكريين الامنيون وهم يحتسون اخر نخب شاهي بالحليب الذي يضبط المزاج قال ونحن مغادرون عدن والجنوب كله ولكن سوف تجعل كل بيت يبكي وسنظل قريبون ومتواجدين على الأرض فترة اكبر من الزمن الذي قضيناه محتلين للجنوب وسنعمل جاهدين على وضع الجنوب في دوامة الصراعات والانقلابات والسحل والقتل وسنجعل في كل بيت من الجنوب مناحة ومأتم وأن نجعله يفقد.اعز ما لديه من الأبناء والحلال ولن يخرج الجنوب من تلك الدوامة إلى بر الامان الا برغبتنا الجامحة وبموافقتتنا المطلقة ولن يشهد الجنوب أي تطور أو تقدم اوتنمية خلال خمسون عاما قادمة بعد مغادرتنا لاراضيه ولن نذهب بعيدا عن المنطقة وسنبقى قريبا جدا من الاحداث وكان آخر ظهور اليخت الملكي يوم 13 يناير 1986 بالقرب من ميناء عدن يجلي بعض من جواسيه الذين لم تطالهم الحرب في ذلك اليوم الاسود في تاريخ الجنوب وتاريخ بريطانيا لان كثيرون من جوسيسها قد قتلوا في احداث ذلك اليوم . ثم قال المندوب السامي لعدن وسوف نوجه الازمات بحسب ما نراه مناسبا وفعلا مرت ثلاثة وخمسون عاما عجاف على الجنوب وشعبه والدماء تسيل انهار وعجلة التنمية والتطور لا وجود لها والنكبات والأزمات تلاحق هذا الشعب الجنوبي الاصيل والحرب الداخلية تدمر كل المقومات وتحطم جميع الأصول وانهكت أبنائه وقضت على الاخلاق والقيم الإنسانية وكل شيئا جميل في هذه المدينة الحالمة على سواحل البحر الاحمر وخليجها الممتدد إلى سواحل سلطنة عمان وظلوا ولايزالوا الانجليز يراقبوا من مسافة قريبة جدا كل ما يدور على ارض الجنوب ويوجهون عملائهم ومخابراتهم كانوا من الداخل أو من الخارج كيف يتم تأجيج الاحداث وصناعة الازمات وكما اشار السيد المندوب السامي البريطاني في عدن لقد قتلتم عدد بسيط من جنودنا وضباطنا ومن حامية بريطانيا العظمى ونحن نعتبر في مشروعنا السياسي والعسكري ان هذا ضريبة نقدمها من أجل حماية التاج البريطاني بداية من الهند ونهاية بجزيرة العرب في القسم الجنوبي وحتى فلسطين فهل هناك كان من يقرا صح هذا الكلام نعم هناك كانوا من الذين اقادوا نضال مرير ولقنوا المختل دروس في الوطنية والصدق والإخلاص والوفاء لثورة شعب ومن حاور وناقش في جنيف وقاوم على الأرض من أجل تحرير الجنوب واستلام استقلاله التام وكامل السيادة لكن وللاسف تحقق كلام المندوب السامي البريطاني وفعلا تم سحل وقتل كل هولاء القادة بعد الاستقلال مباشرة ومنهم الشهيد المناضل دينمو ثورة اكتوبر المجيدة فيصل عبد اللطيف الشعبي وكوكبة من المناضلين العظماء من الذين كان الامل يرتبط فيهم مصير شعب الحنوب تطورا وتقدم وازدهار .وطبعا هذا ما حدث.ومع ظهور شلة عويلة ووصولهم إلى كرسي الحكم وبايعاز من بريطانيا لروسيا بتمثيل الدور الخفي واللعب السياسي المتقن ... فهل هناك من استف من تراكمات الأخطاء برمتها والتي ارتكبت من سلة اطفال لايفقهوم في السياسة أو إدارة الاوطان نعم لقد تحقق كل ما سرده في قهوة زكو المندوب السامي البريطاني في الجنوب وقال لن ينحني التاج البريطاني على الإطلاق بل زاد لمعانا وظهور وبقيت بريطانيا معلما حاضريا صناعيا واقتصاديا وعسكريا تصارع وتنافس العالم على خارطة وجغرافية هذه البسيطة . أما نحن في الجنوب فقد بلغنا الطعم بشراهة ودائما ننفذ اجندات خارجية 100% بعد أن رمتنا العجوز الى أحضان الروس الذين استلموا الملف الاحمر والشبك ابو ستون مليون جنيه والجنوب معا وتحت إشراف المخابرات البريطانية مباشرة وعن قرب وحتى اليوم والجنوب تحت قبضة الحجة عبادة ثلاثة وخمسون عاما من عمر الثورة قحط وقتل ونهب وتشريد وسجون ومعتقلات وهتك للاعراض وشعارات جوفاء صناعة روسية وبريطانية وفي الاخير سلم الجنوب إلى عفاش وزموز حكم صنعاء الذين أكملوا المشروع الذي من خلاله احتلوا الجنوب وافسدوا فيه ونهبوا ثرواته وهمشوا واقصوا كوادره وحطموا بنيته الأساسية وشتتوا وحدته الذاتية واهمها لحمة الإنسان الجنوبي وخلطوا كل الاوراق وصنعوا قوى جديدة تدير موازين اللعبة السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة والاقليم وصنع الأزمات في الجنوب لكل ما تعنيه الكلمة ولن تأتي حلول الا في حالة قدم الجنوب الاعتذار المستعمر البريطاني يمكن يتم استعادة الدولة الجنوبية وعن طريق عملاء جدد جنوبيون وما يتماشئ مع المصالح العلياء التي تفرضها قوى الظل في المنطقة والاقليم وهي البوادر ظهرت وصول القوات السعودية الضاربة برا وبحرا وجوا تحت مبرر فك الاشتباك بين قوات الشرعية وجيش المجلس الانتقالي في ابين وحشد القوات إلى جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي وتحرير صنعاء وعودة الشرعية إليها وهذا أمر من رابع المستحيلات لأنه هناك مشروع آخر مضاد تقودة امريكا وفرنسا وبعض الدول صاحبة المصالح في المنطقة نتأمل أن تتحقق كل المشاريع تحت شعار لاضرر ولا ضرار ولا يكون الجنوب أو الشمال منطقة حروب ودمار وتحية من القلب للتاج البريطاني ودولة النظام والقانون .