لفت انتباهي عرض لفلم قديم لتصرفات بعض الجنود البريطانيين أيام تواجدهم في عدن والجنوب تجاه المتظاهرين وإذا قسنا هذه الممارسات التي قام بها الحزب الاشتراكي اليمني الشمالي من السحل والقتل والنفي بعد خطوة التخبط تجاه المناضلين والمعارضين السياسيين وفي مقدمتهم من فاوضوا الإنجليز في جنيف وانواع براية الاستقلال فيصل وقحطان سنجد فرق كبير في الممارسات. حيث كانوا الإنجليز يحافظوا على نظام وقانون وإرساء قواعد الأمن والاستقرار وهم مسئولون عن هذه الأسس في منطقة هامة ترتبط بامراطورية كبرى تمتد من الهند وحتى فلسطين وحينها لم يعدموا عبر تشكيل محاكم استعمارية قضت أحكامها بالإعدام على أي مناضل شارك في الثورة وفي عملية الكفاح المسلح أو يسحلوا أو ينفوا أحد من المناضلين أو السياسيين الجنوبيين وحتى معتقلاتهم كانت عبارة عن فنادق خمس وست نجوم وكل من خرجوا من الجنوب إلى الشمال أو القاهرة أو الكويت كانوا مكلفين بمهمات نضالية ومنهم من كان يعود إلى الجنوب ولم يلقى عليه القبض أو الملاحقة إلا من ثبت ضده قضية وهذا حق مشروع لبريطانيا وطالما هي القوة المحتلة للجنوب وهدفها الحفاظ على السكينة العامة في عدن عاصمة الاحتلال البريطاني في ذلك الوقت . لكن بعد تحقيق الاستقلال وقيام دولة الجنوب وخروج الاستعمار ما في بيت في الجنوب الا ودفع الثمن غاليا وكأنه مؤامرة على الثورة وشعب الجنوب وعلما لازلنا وحتى اليوم للأسف تكرر هذا المشهد الأليف والذي يعتبر مزية خاصة للجنود البريطانيون ويعتبر من ارقى الأساليب التصرفات للجنود البريطانيين على الأقل كانوا يحترموا مقدساتنا وحرمة مساجدنا والحفاظ على حقوقنا واحترام شخصية الجنوبي أينما وجد على أرض الجنوب ولم يفرض على الجنوبي أن يعتنق اي دين خلال فترات الاحتلال بل ظلوا رافعين رؤوسهم عالية من حيث التعليم والثقافة والحرية الكاملة في صلاتهم واعمار مساجدهم وفي الجانب الآخر كانت الكنائس تؤدي دورها لغير منقصو وكذا السيادة الوطنية لكل جنوبي على أرضه .. انها مقارنة بعيدة جدا عن الحب والرحمة للأجنبي للاخرين والفرق الشاسع بين القسوة والحقد والكراهية الجنوبي على أخيه الجنوبي وحتى اللحظة نمارس هذه العادات السيئة ضد بعضنا البعض لقد حكم الحزب اليمني الاشتراكي الجنوب مايقارب خمسون عاما بالحديد والنار واقصى وهمش الكثيرون من وظائفهم وقتل وسحل من أبناء الجنوب وخاصة من فئة السياسيون والمثقفون من الذين قضوا نحبهم في طائرة الموت. وفي مكتب اللجنة المركزية في يناير المشئوم عام 1986 وأصحاب الرأي والمواقف التي كانت تعارض أفكاره وتوجهاته إبان فترة الصراع والمؤامرة على الوضع العامة في الجنوب وما يعانيه شعب الجنوب اليوم من هزائم وسقطات وأزمات ونهب وسلب لثرواته وضياع لقضيته وضمه والحاقه إلى الشمال هي اللعبة السياسية السائدة والقائمة وحتى اليوم بدعم دولي واقليمي انها تركة ثقيلة ووضع متأزم اختلطت فيه كثير من الاوراق ولم يتمكنوا الجنوبيون الخروج منها لان المواثيق الدولية والمواقف السياسية والقيم والأخلاق الإنسانية قد تغيرت 180 درجة إلى الخلف ومن هنا شعار وحدة اليمن وسلامة أراضيه وأمنه واستقراره هو السائد لدى الأشقاء والعالم بأن يظل اليمن موحدا واخر تصريح الرئيس الروسي بوتن في الرياض العاصمة السعودية مؤخرا بهذا الشأن فهل من صياغة جديدة للوضع العام في الجنوب ؟؟؟ . وهنا يترتب على الشرعية الجنوبية والمجلس الانتقالي بقيادة الأخوين هادي والزييدي ترتيب الأوضاع ورسم خطوط عريضة سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا ومع ما يتناسب ومواقف الأشقاء الحاملين للملف اليمني برمته والتزاما لدماء الشهداء الذين سقطوا والجرحى الذين ينتظرون على سرير المرض الشفاء ..