في فترة دراستي الأبتدائية حين كنا أطفال نروح علي المدرسة ندرس. كانوا المعلمين دائما يعطونا دروس وطنية في الحصة الثقافة أو في الحصة الرياضه، و كان دائما ما يعطونا دروس توعية علي الوطن و كيفية نحمية من الأعداء ! ، وعن حضارة و تاريخ وطنا، و تاريخ الإحتلال الأنجليزي للجنوب العربي. علّمونا : أنّ الأنجليز الغزاة الحاقدين إحتلونا، و أنهم نهبوا ثرواتنا، و دمروا حضارتنا، و قضوا علينا.. نعم إنّ الأنجليز: إحتلونا، ومن شدة حقدهم و شرهم علينا تركوا لنا أجمل الآثار في الجنوب العربي، تركوا لنا قنوّات جر المياه الصرف الصحي في عدن، تركو لنا القلاع، تركو لنا الكثير من الجمال بما ينسجم مع جمال طبيعتنا، و لشدة حقد الأنجليز علينا فقد سلموا لسلاطين الجنوبيون مقاليد حكم بلادهم يحكمون سلطناتهم و إماراتهم بأنفسهم. علمونا : أنّ الأنجليز: إحتلونا، و أنهم أتونا بجيشهم الغاضب الطامع لكي يسحقنا و يمسحنا عن وجه الطبيعة.. نعم إنّ الأنجليز: الملاعين إحتلونا، و بإحتلالهم البغيض الحاقد لنا تركوا لنا المدارس التي تنشر العلم، و المستشفيات التي تعالج الأمراض، و الكهرباء التي أنارت بيوتنا، و مطارات و طائرات التي تختصر المسافات، و من شدة حقدهم علينا أنّ الأنجليز النصاري وواليهود الملاعين الكفرة ساعدوا في وضع القوانين المدنية، و فتحوا المجال للحياة السياسية فكان هناك حكومة و برلمان كان هو النواة الأولى التي تولد عنها فيما بعد نشاط سياسي و فكري أثمر لاحقا نشوء أحزاب تعبر عن التنوع الفكري الجنوبي العربي.. علمونا : أننا عرب، و أن تاريخ الجنوب العربي الجميل كله يحمل طابع العروبة الخلاق المبدع ، و أنّ (عاد وثمود و حضرموت و قتبان و أوسان و حمّير ) ليس إلا من التاريخ العروبي الجميل ... علمونا : أنّ اليمني يقع شمال الجنوب العربي و هو أخونا العربي المسلم، و أنّهُ لم يحتلنا، بل توحدنا معه و حكمنا و أمسك بيدنا برفق و لطف ..... نعم أنّ اليمني: أخونا في الدين و العروبه نهب ثرواتنا و سرق المؤن من بيوتنا، وساق أبناءنا إلى حروبه و جعلهم في الصف الأول يتلقون الرصاص بصدورهم دفاعا عن عظمة السلطنة، تفنن في التعذيب و قدّم للبشرية أعظم وسيلة إجرامية لإحتلال الأوطان و تعذيب شعوبها عبر شعار (الوحده أو الموت) أخونا في الدين والعروبه جعل دماءنا تسيل كالنهر وهو يحز رقابنا. أخونا اليمني في الدين و العروبة لم يبنِ لنا أيّ صرح حضاري مقارنة بالعاصمة صنعاء و تعز و ذمار. أخونا في الدين و العروبة أخذ الصناعيين و الحرفيين ليعملوا عنده كالعبيد. أخونا في الدين و العروبة لم يترك لنا بصمة مضيئة واحدة.. أخونا في الدين و العروبة يحرض بعض أبنائنا و أخواننا اليوم على أن يقفوا ضد بلدهم و يقاتلوا ضد جيش و أمن بلدهم و ينهبوا مقدرات بلدهم.. أخونا في الدين و العروبة و هو الذي لم يوفر لا جهد و لا مال إلا وسخرها في تدمير بلدكم الجنوب العربي، و أصدر الفتاوي تحل دمائنا و أرضنا و أموالنا و أتى بالجهاديين من كل مزابل الأرض ليجتث أرواحنا من صدورنا و صدور أولادنا.. هؤلاء هم أخوانكم في الدين و العروبه (اليمنيين). اليمنيين العرب الرحماء المتنورين الذين مدوا يد العون للعالم أجمع وهم ينشرون رسالة العلم و المعرفة.. نعم العرب الرحماء أخرجونا من الظلمات إلى النور، وما نراه اليوم على أرض الواقع من ناطحات سحاب و أبراج عملاقة، و معامل سيارات و طائرات، وكل هذا الرخاء و الحرية الفكرية هو من فضل اليمنيين العرب علينا، وهم الأمة المعروف عنها أنها تفننت في قتل علمائها و تكفير مفكريها (( طبعا : هذا ان غضينا النظر عن أن أصول أولئك العلماء ليست عربية )) و حتي لا ننسى فضلهم علينا فقد كرمونا أشد التكريم و منحونا جنسيتهم اليمنية و قبلوا بكل تواضع أن الجنوب العربي يكون يمني. المحتل هو يبقي المحتل.. و الحر لا يقايض على حريته بكنوز العالم، فلماذا نقايض على حريتنا لقاء أنساب لا تعنينا و لا تمت إلينا بصلة ؟! نعم علّمونا... ودي أن أضحك؛ لكني بكيت.. 24/ديسمبر/2020م