يتحدث أحدهم معي في رساله. أين.الناس ياخي. لقد عدنا للوراء لزمن ماقبل الانترنت والفيس بوك وتويتر لا يكتبون. لا يوجد تفاعل حولنا هل تجاهلهم بقصد اضعافنا وعزلنا َواشعار الكاتب انه غير مهم وليس له تاثير ولاقيمة او ان ما يكتبه الكاتب ربما مرعب ومخيف يخشى الجمهور الاعجاب والتعليق ولو كان ما يكتبه لا يتعارض مع افكارهم ولكنهم يخافون من السلطات من القمع وهذا عذر معقول وغير قابل للنقد والمخيف ان مواقفهم خوفا من بعضهم البعض من لوم اصدقاءهم الذين وتعرضهم للتجاهل والنقد اللاذع من رفاق الحزب او المذهب او المصلحة
لقد تراجعت نسبة كبيرة. منهم عن الكتابه او التواصل. واعتزلوا واحبطوا وماتوا وهم احياء. لا أعلم بسبب الفقر او الطائفية او القبلية. او الجهل او كبروا في السن الاسباب كثيرة ومتداخله فقدان الثقه في أنفسهم ومن حولهم رغم كثرتهم يقفون خلف الشاشات ينتظرون منشور او قصه او قصيدة تعبر عن ظروفهم وتمثلهم والسبب البارز والواضح انهم فقدو الثقة في الكاتب العربي والمعارض الذي يتاجر في قضاياهم ويلهث خلف الشهرة والمال والسلطة واذا تحققت اهدافه لا يلتفت الى رفاقه و مجتمعه وهذه التجربه القاسية شوهت صورة الكاتب اماَم المجتمعات التي تعيش ظروف صعبه تلزمهم الصمت او تحديد موقفهم امام الجميع النفاق والتلميع والانبطاح يجذبهم غالبا وهذه الحقيقةو تجدهم كالذباب حول من يكتب منشور وهو في منصب بارز ولوكان منشوره كذبا والتاجر الذي يأملون في الحصول على بضعة دراهم منه تدخل أحد الشباب يقول الاصطفافات مرعبة التعبير عن مشاعرنا ومعاناتنا او الكشف عن اوضاعنا .يتطلب المصداقية والاستمرارية والثبات َوتجنب التلون وتغيير الموقف والرأي ولو كنت على الباطل وهذه ثقافة راسخه في المجتمع ان تنتقد سياستي ومذهبي انت عدوي ولا يوجد مكان وسط يسمى الوسط نفاق وليس حرية نقول للاخرين شاهدوا ماعجزتم عن البوح به خشية الردود المتناقضه وتجنب غضب الكثير ممن.يعيشون حالة استنفار مستمرة يحسبون كل صيحة عليهم
ماذا تريد منهم؟ دعهم وشانهم انهم مخلوقات فقط مثل غيرهم من الأشجار والحجار والجن والحيوانات. تعامل معهم على هذا الأساس ولا تطلب منهم ردة فعل او تنتظر منهم موقف او تتطلع الي ابتسامه انت تكتب لتحريرهم من السجن من العبودية والقيود صلبه على ايديهم لماذا نكتب.؟ انها هواية انها متنفس انها ثروة روحية. وفكرية وثقافية. انها ثمرة المطالعة ومشاهدة الاخبار والأفلام. واكل الخبز اليابس مع. الشاهي. وملاحظة مسن ينام على الرصيف.وكلب يركب جنب صاحبه في سيارة. فيراري وأنثى جميله تائهه في السوق تتظاهر بالبحث عن حليب الأطفال وزوجها قابع في السجن هل هذا فعلا ما يدفعكم للكتابه ؟.هذه الحياة هناك من يبكي ومن يضحك وهناك من يحتفل وهناك من يصلي وهناك من يسكر وهناك من يسرق ومن يقتل ومن يسب ومن يمدح ومن يصوم ومن يفطر ومن يسافر ومن يقبع داخل السجن في نفس اللحظة تحدث هذه المتناقضات.على الأرض َ.. ولكن العدالة الإلهية تفرض على الجميع. إن يعيشون هذه الظروف والتقلبات... وقف احد الشباب وفي يديه قلما وكسره قال اريد بندقا اريد مالا وسلطه وبيتا ووطنا لا أملك الوقت للخيال والأحلام وغادر المكان لم يتوقف الحديث رغم قسوة موقفه وتصرفه الغريب وإصراره على الرحيل الي معركه أخرى لا يعرف نهايتها