في أشد مراحل إنتقادي للحوثيين كتبت مقال بعنوان"من فبراير الحلم والشباب إلى حوثي التخلف والصراع" وقبل ذلك في 2014 كنت قد كتبتوا مقالات تاييد وتبشير بثورة21 سبتمبر.. لا أحب مجاملة أي طرف وطرق التبرير كما أكره المزايدات المبالغات وتحميل أي طرف مالايحتمل..كأي ناشط وكاتب أجد نفسي في تناقضات وإنقلابات عن افكاري السابقة..لكنها ظل دائما غايتي هو التوازن الدقيق بكل أمانة ووضوح وموضوعية والوصول إلى هذا لن يأتي إلا عبر إخفاقات وتعثرات بميلان هنا وهنالك.. أعتقد اليوم بأن الحوثيين هم أكثرالأطراف السياسية والاجتماعية صدقا مع الثورة الشبابية..على الأقل من بعض النواحي الشكلية هذا لايعني بأن الحوثيين يشكلوا حالة مثالية أو معبرين عن أحلام هذه الثورة ولكنهم صمدوا في مسارها وإن كان ذلك بطرق متناقضة وبالتالي فهم الطرف الاجتماعي والسياسي الوحيد الذي ثبت بوضوح في المسار مهما كان لهم أهدافهم الخاصة بداية من البقاء بالساحة ورفض التقاسم عبر المبادرة الخليجية حتى ثورة 21 سبتمبر التي حققت بعض أهداف الثورة الشبابية وإن كانت الطرق والوسائل والغايات مختلفة.. تعودت السعودية إنها تسعى لإجهاض أي تغيير يمني ايجابي من الإنقلاب الدستوري.. حتى الجمهورية ثم تصحيح الحمدي وأخيرا الثورة الشبابية من البداية السياسية حتى التدخل العسكري.. وهذا لايعني بأن الحوثيين يتحملوا مسوؤلية اخطائهم كاملة: ضد السعودية وشرعية هادي والغزو الثاني للجنوب..مع إن ذلك كان نتاج تعقيدات تحالفاتهم مع صالح وقد أستغلت ضدهم وللزج بهم بطريقة أو بأخرى..ولربما مجرد تبرير لإشعال نار الحرب.. يحسب للحوثي أنه تمسك بالثورة الشبابية في مراحل صعبة..وإن كانت جميع الأطراف السياسية والاجتماعية التي أيدت هذه الثورة واستخدمت شعاراتها قد افرغتها من محتوها فالحوثي ربما تكون أخطائه بحق الثورة الشبابية هي الأقل مقارنة بالآخرين.. فقد احتفلوا بذكرى الثورة الشبابية في عز تحالفهم مع صالح..ومدوا أيديهم لشركاء الثورة لإعادة التوافقات بينهم بالرجوع لمبادئ هذه الثورة التي جمعتهم بعد مراحل صعبة من الصراعات.. اخيرا: ماتحتاجه اليمن اليوم ليس التثوير وإعادة الصراعات الماضوية والإنقسام مع وضد والجدل العقيم ولا التحالفات السياسية التكتيكية..وإنما مبادئ وطنية قيمية وإخلاقية لإنهاء الصراعات والإنقسامات ومصالحات وطنية واسعة ومعالجات جذرية لأسباب الصراعات والإنقسامات