اليوم الثاني من يونيو مع بداية الدوام الرسمي تم إغلاق بوابة رئاسة الجامعة ومنع رئيس الجامعة ونوابه والعاملون من دخول مكاتبهم، هذا العمل يعد الأول من نوعه في تاريخ حركات النضال السلمي للعمال في الحصول على حقوقهم المسلوبة التي تتجاهلها سلطات الحكم الاستبدادية، التوقيت الذي أغلقت فيه بوابة الجامعة يأتي متزامنا مع بداية التنسيق والقبول للعام الجامعي 2013/ 2014م وامتحانات الفصل الثاني، وهذا من شأنه أن يلحق الضرر بالجامعة وكل مجتمع حضرموت بما في ذلك الموظفين أنفسهم. صحيح أن الموظفين وقع عليهم ظلم وصبروا كثيرا والجميع متضامن معهم بما في ذلك مجلس الجامعة الذي كرس دورة استثنائية لمناقشة أوضاعهم وصدر بيان تضامني بالوقوف إلى جانبهم، ليس هذا فحسب بل بذل جهودا من أجل حل المشكلة في وقت مبكر ومن ضمنها صرف مستحقات شهري يناير وفبراير وتم التواصل مع الجهات التي صنعت المشكلة كما أن هناك توجيهات بصرف شهرين آخرين مارس وإبريل كبادرة طيبة وعمل تضامني معهم من أجل العودة إلى العمل وتسيير امتحانات الفصل الثاني وتسهيل عمليات القبول والتسجيل .
رغم هذا هبت عواصف لا ندري بمنطقة الضغط التي تسببت فيها لتعصف بكل ذلك وتغير من علاقة الوئام والتفاهم بين قيادة الجامعة ونقابة الموظفين لتعود الأمور إلى نقطة الصفر .
الخطوة التي أقدمت عليها نقابة الموظفين في هذه اللحظة الحرجة غريبة تحير العقل خاصة أن هناك تجاوبا من قيادة الجامعة، وهذا ما أريد مناقشته بعلمية وبكل حيادية، وأقولها صراحة أنا متضامن مع مطالب الموظفين وهذا لا يمنع من أن نقول للخطأ خطأ وللحق حق.
ما أقدمت عليه نقابة الموظفين من تصعيد وغلق بوابة رئاسة الجامعة ليس سلوكا حضاريا ويتعارض مع حركة النضال السلمي للحصول على الحقوق المسلوبة, كما أنه جاء في الوقت الخطأ فالجامعة في مرحلة استقبال طلبات القبول والتسجيل بطريقة القبول الالكتروني وهي خطوة لم تقدم عليها أي جامعة في الجمهورية وتحتاج إلى مراقبة ومراجعة مستمرة في كل دقيقة حتى تنجح التجربة خاصة أن الجامعة أخذت بنظام الجودة وبعض الكليات دخلت مرحلة الاعتماد الأكاديمي.
ومن شروطهما الدقة والالتزام في المواعيد لهذا الأمر قامت نيابة شؤون الطلاب والنيابة الأكاديمية وكل دوائر الجامعة بتجنيد كل طاقتها وإمكانياتها لنجاح العملية لأن هذا سيرفع من رصيد سمعة جامعة حضرموت بعد أن نجح طلاب قسم الهندسة الالكترونية في تصميم قمر صناعي حقيقي. كما أن الأسبوع القادم يعد الأخير في العام الجامعي الجاري، ومن يوم السبت القادم سيدخل الطلاب في إجازة التحضير للامتحان فلماذا نربك الطلاب ونخل بالتقويم الجامعي لأن البديل سيكون في رمضان.
ما أريد أن أقوله بكل مرارة إن الخيام التي نصبت أمام بوابة الجامعة ليست من سلوك نضالكم السلمي لأنها تذكرنا بمشاهد مضحكة في الستين والسبعين في مناطق مجاورة كما أنها نسخة كربونية من ما يسمى بثورة المؤسسات التي قامت بها مجموعة فوضوية انتهت بذبح ثور آو صلح قبلي .فهل تريدون ثورة شبابية لتدمروا جامعتكم ؟
الإخوة الموظفون إن قضيتكم ليست مع قيادة الجامعة . ونقولها صراحة ودون تملق إن هذه القيادة هي أفضل قيادة عرفتها جامعة حضرموت بعد قيادة الأستاذ الدكتور المرحوم على هود باعباد . وعليها إجماع من كل أبناء حضرموت في الداخل والمهجر وأنتم مجمعون عليها ولكنها جاءت في ظروف استثنائية وهذا قدرهم وأنتم تعرفون ما حققوه خلال المدة المنصرمة فلماذا تضيقون الخناق عليهم وهم استلموا الجامعة في ظروف صعبة وبشهادتكم وهم الآن يبذلون جل أوقاتهم لانتشالها. ماذا لو قدمت قيادة الجامعة استقالة جماعية سوف تخرجون من تاريخ حضرموت من بابه الضيق. إن مشكلتكم مع من صنع هذه القضية ومع من يمارس التمييز. ولو نظرتم بعين ثاقبة لأدركتم الحقيقة الغائبة أمام أعينكم الظاهرة أمام أعين الملأ . إن مشكلتكم هي جزء من قضية كبرى اسمها القضية الجنوبية وإغلاق بوابة الجامعة سيريح من صنع مشكلتكم وهذا هدفهم فلا تكونوا معاول هدم لما تبقى من جامعتكم. إن حل المشكلة سيأتي من خلال تحويلها إلى قضية رأي عام في حضرموت. استخدموا كل وسائل النضال السلمي، أشركوا منظمات المجتمع المدني في حضرموت . اسلكوا الطريق الصحيح، اركبوا القطار الذي سيوصلكم إلى محطة الأمان والخلاص من المفسدين والمنافقين، كونوا جزءا من قضيتكم، اقلعوا خيامكم من أمام بوابة الجامعة وانصبوها في مناطق أكثر أهمية وحيوية، استفيدوا كيف حلت مشكلة الكهرباء، حينها سيأتيكم الحل من كل مكان ورؤوسكم مرفوعة. هل من استجابة؟ نتمنى أن تتحقق.