كان المذيع التلفزيوني يبلغني بأنه سوف يتم استضافتي في أستوديو تلفزيون (.....) والمطلوب مني إبلاغ الشعب بأن عليه الانصياع لقرارات تلك الدولة وعدم معارضتها في سياستها او الوقوف ضدها مالم فانهم سوف يطلقون عليهم تلك الأبقار من مزارع خاصة بهم . فجأة ظهر المذيع وعلى الهواء مباشرة وانا داخل الاستوديو وعندما هم بطرح السؤال قاطعته وقلت له فاهم السؤال ودعني ابلغ الشعب بخطورة الموقف وخطورة حرب البقر التي لاتبقي ولا تذر. شعبي العظيم ان الموقف جدا خطير والخطر الأكبر يأتي من تلك الابقار التي تم تربيتها في مزارع خاصة وإذا اضطروا سوف يطلقونها عليكم وسوف تعيث في الارض فساداً وان عليكم الانصياع الكامل لكل ماتتخذه تلك الدولة من قرارات لاجل مصلحتكم بالطبع وعدم معارضتها او معارضة من تدعمهم لأجل النهوض بالشعب من الحالة التي وصل اليها جراء الحرب المفروضة عليكم من الحوثي واعوانه . في الحقيقة شعرت بالخوف من ذلك التهديد رغم عدم معرفتي بماهية تلك الابقار وماتحمله من شرور ومن خطر على شعبي المسكين .ولكني استمريت في الحديث بجدية وبطلاقة لم اعرفها في نفسي في مثل تلك المواقف منذ ان قدمت في السبعينيات من القرن الماضي خطاب سياسي ونشرة صباحيه منقولة من إذاعة عدن نقلها لي صديقي ابوفهد، والخطاب نقلته من كتاب (الارض البكر) كتبه لينين او بريجنيف المهم زعيم روسي .كان مفروض علينا نحن أعضاء اتحاد طلبة اليمن وأعضاء أشيد(اتحاد شباب اليمن الديمقراطي ) بالذات ، وما ان وقفت على مرتفع امام طلبة المدرسة الاعدادية الا واسودت الارض واهتزت الورقات في يدي لولا ان غطى عليها هبوب رياح في تلك اللحظة وبسرعة تداركت الامر وقراءت نصف نشرة الاخبار ومقتطفات من المقال السياسي. المهم طمأنت من في الاستوديو بأننا شعب مسالم وسوف يسمعون ويعون ماقلته لهم . لا اذكر اني احمل صفة رسمية او لدي وظيفة حكومية على اثرها تم استدعائي لذلك الاستوديو فقط اختاروني انا بالذات المواطن الغلبان لإيصال تلك الرسالة والتهديد بحرب الابقار ونقله الى الشعب المسكين والمغلوب على امره والذي اصبح مشوش التفكير ولايستطيع التمييز بين الصالح والطالح من كثر مامر عليه من بشر وكل منهم يدّعي انه الصالح حتى يحقق مراده ويغادر بعد ان انكشفت اوراقه من قبل اخرين وهكذا تدور عجلة التنمية في البلاد مثلما قال الشاعر. صلى وصام لامر كان يطلبه فلما انقضى الامر لا صلى ولا صام. اذكر في اخر تلك المقابلة وجود مسؤل كبير يحمل بندقية من نوع (عيلمان) وهو سلاح الماني من الحرب العالمية الثانية يحمل مخزنة خمس رصاصات ،كان يوجهه نحوي (مازحاً) ويقول بيقع لكم هكذا اذا تمت معارضتنا في مشاريعنا عندكم .كم هي قليلة تلك الرصاصات في المخزن مقارنة مع مخزن الكلاشنكوف الذي يحمل ثلاثين في العادة وبعضها وصل اربعين .مجرد مقارنة . فجأة صحيت من ذلك الحلم وانا اردد حرب البقر لاتبقي ولا تذر . وكلما اصحى من نومي ابحث في شبكات التواصل الاجتماعي هل من خبر عن خروج تلك الأبقار، وكلما ظهرت فئة همجية أقول في نفسي لعلها هي من يقصدون بالابقار خاصة وأن ماتعمله بعض تلك الفئات يجعلها تصنف في صنف الحيوانات .ولازلت ابحث كل يوم عن تلك الأبقار.