لم تكن الحكومة القادمة هي المستهدفة في حادث تفجير مطار عدن بقدر استهداف الأمن والاستقرار التي بدت بشائره تتوضح وبدا المواطن يتلمس الآثار الايجابية والثمار الطيبة من استمرار الخدمات وتحسنها التدريجي مع استمرار الهبوط للعملات مقابل العملة المحلية ذلك الارتفاع الذي أنهك المواطن خلال الفترة الماضية. الغريب في الامر تضارب التصريحات في تحديد الجهة المسؤولة عن التفجير في الوهلة الأولى من الانفجار ثم اتجهت الآراء والتحليلات نحو الجماعة المارقة جماعة الحوثي وهي جماعة مدانة بارتكاب كثير من الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضدَّ الانسانية ويجب على ضوؤها تصنيفها جماعة مارقة ارهابية لكن لم تقدم التصريحات دلائل واضحة ولم يحدد وقت لا ظهار نتائج التحقيقات وتقديم الادلة الدامغة لا دانتها بالجريم البشعة التي ارتكبت في مطار عدن وراح ضحيتها عشرات الضحايا بين قتيل وجريح ناهيك عن الزعزعة الامنية التي احدثها الحادث والانهيار النفسي في تبدد آمال الشعب في عودة الاستقرار والامن المجتمعي والتهيئة لعودة الاقتصاد إلى ما كان عليه من قبل ولو بالطريقة التدريجية. أياً كانت الجهة المسؤولة عن الحادث فما جرى في صباح الأربعاء على أرضية مطار عدن جريمة بحق الانسانية ضحيتها الأبرياء الذين طحنتهم سنوات الحرب العجاف بين الخوف والالم لفقد قريب وحبيب وبين الجوع جراء الانهيار الاقتصادي الذي كان مرافق للحرب. ومن حق الشعب قبل غيره مسألة كل الجهات المسؤولة عن الجهة المدبرة والمنفذة للحادث المفجع والأليم وبعد كل هذا يمر الحادث وتداعياته مرور الكرام إلا من الندب والشجب دون اتخاذ أية مواقف فعلية أو توجيه أصابع الاتهام نحو جهة معينة أو تقديم الأدلة. ثم توالت الاحداث التي لا تبشر بمصالحة حقيقية واتفاقات قابلة للتنفيذ بل اتفاق ترك الباب موارباً لهزات عنيفة حيث كل طرف في الاتفاق ينتظر أدنى خرق أو مخالفة لنقض الاتفاق فلم يكن الاتفاق سوى أكذوبة زمنية لتهدئة أنية دون أن تحسن النوايا . والعجيب الذي لم يعد يصيب المواطن بالعجب أن أضرار الخلاف وسوء الاتفاق لا يتضرر منه سوى المواطن في خدماته وقد لاحت بشائر الخلاف في عودة تدني خدمات الكهرباء والمياه والعودة الجنونية لارتفاع العملات الاجنبية مقابل العملة المحلية . ما زالت أسباب الخلاف تعصف بالبلد والتسوية ظاهرية وتحت السطح براكان الخلافات يتصاعد طالما هناك أطراف اقليمية ودولية تغذي الخلاف وتلعب على أوتار الوجع وتدعم كل الاطراف المتنازعة لتبقى هي صاحبة العصا الذي تضرب كلا المتنازعين وثمار الخلاف يصب في مجراها فوائد ربما تكون ظاهرة للعيان وبعضها مخفي او مغلف بالأهداف والشعارات الرنانة التي تدعو إلى الالفة ولم الصف بين طرفي النزاع واطفاء فتيل اللهب وفي نفس الوقت تذكيته ليستمر الفتيل في الاحتراق والتصعيد.