إلى أين يذهب اليمن في ظل عقلية السياسي الأناني والمُخدوع التابع اللذان يقبلان ويبرران دائما على أن هذا الوضع الخطأ في اليمن هو صحي؟ وأين النخبة من كل ما يجري اليوم؟ وهل فعلا توجد نخبة في اليمن؟ بنظري على الحقيقة لا توجد نخبة تتجرد من أجل التصحيح! بل توجد عقلية تبعية تذهب بالغالب مع الهدم وتستمتع بتبعية البسطاء والجهلة وتغييبهم لصالح المشروع الخارجي بعيدا عن الواقع المأزوم في اليمن الذي دائما ما تقف هذه العقلية المريضة أو البرجماتية أو الخائفة إلى جانب الحملة التي تهدف إلى إبقاء وضع المناطقية في الجنوب وأزمة المذهبية في الشمال كمشروع وطني يجب أن نتصارع ونُفنى من أجل تثبيته!. مثلا في الجنوب نسمع دائما النخبة تبرر الدعوات المناطقية التي تقول حضرموت أولاً! والمهرة أولا! وشبوة أولاً! وعدن للعدنيين! وتبرر الأخرى الاقتتال المناطقي بين أبناء أبين ولحج في الحين أن كل طرف منهما يصبغ كل ذاك بالبُعد الوطني ويحاول جاهدا إثباته على ذاك الأساس (من أجل عودة الجنوب أو الشرعية) رغم وجود الرائحة النتنة (المناطقية) والتدخل الخارجي فيه إلا أنه رغما عنك وطني!. وفي الشمال ترى دائما النخبة تبرر الصراع المذهبي وتؤكد دائما أن المشروع الأيدلوجي بين الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الزيدي جاء من أجل تثبيت المشروع الوطني الذي يكون - كما يقولون - مظلة للجميع ويقبل الكل دون النظر إلى الانتماء! على الرغم من أن المشاريع الأيدلوجية والأصولية أثبتت دائما واحدية الرأي والاتجاه وعدم قبول الآخر على مر التاريخ!. والحقيقة الذي يغطيها الجميع أن الجنوب المناطقي يتبلور على أساس ما قبل ثورة أكتوبر والشمال المذهبي يتبلور على أساس ما قبل ثورة سبتمبر وحلم الخلافة الإسلامية مستقبلا عند البعض الآخر! وبنظري لن يقبل الشمال المذهبي بعضه الآخر إذا استمر على هذا ولن يقبل الجنوب المناطقي الآخر إذا استمر على ذاك! ومن يقول غير ذلك فعليه أن يثبت لنا عكس ما نقول بالحجج والبراهين كما نزعم!. مثالنا على ذلك أن جنوب الأمس القريب قاتل الكثير فيه من أجل الشرعية لكن الجنوب المناطقي لم يقبل بعضه في ظل الشرعية ولا في ظل المعارضين لها واليوم حصل رفضها على طريقة رفضها لهم بالأمس مناطقيا وفي شمال الأمس القريب قاتلوا من أجلها لكن قتالهم في الغالب كان مذهبيا فالشمال على الحقيقة لم يقبل بعضه في ظل الشرعية بالأمس واليوم طائفيا وكذلك ما زال يتصارع اليوم !. وهنا نتساءل ما الذي استفاد منه الشمال؟ وما الذي استفاد منه الجنوب؟ وما الذي استفاد منه اليمن من الذهاب نحو التغيير إذا كان الشمال يذهب نحو التعصب الطائفي والجنوب نحو المناطقية واليمن شماله بجنوبه يذهب نحو التفتيت؟!. والخلاصة قلناها مرارا التدخل الخارجي لن يعيد اليمن موحدا كما كان؟ ولن يعيد الجنوب جنوبا كما كان؟ ولن يعيد الشمال شمالا كما كان؟ ولن يعيد الشرعية إلى صنعاء أو عدن كما يقول؟ ولن يسمح لرافضيها من تجاوز عدن؟ فقط سننتظر ونرى من الصادق ومن الكاذب؟ ونرى كيف يبرر الخادع للمخدوع بعد كل هذا الدمار والخسائر وبعد أن حولوا اليمن إلى جنوبٍ مناطقي وشمالٍ طائفي؟. د/ علي جارالله اليافعي