أن تدان البطون الخاوية التي يجلدها الجوع والطوى صباحاً ومساءً، وتطحنها الحاجة والفاقة طحن الرحى يوماً بعد يوم ، تُعد جريمة شنعاء تضاف إلى جريمة التجويع الشنيع الممنهج، التي فرضها أبالسة الشر وأزلام النظام على الصماصيم من رجال الجنوب ، الذين كانوا إلى الوقت القريب سادةً مبجلين على أرضهم وقادةً أجلّاءً يُشار إليهم بالبنان . لقد جار عليهم زمن الرويبضة الذي حط من قدرهم وحطّم مكانتهم ، وجعلهم يستجدون ويتكففون على بوابات من لاقدرلهم ولاقيمة مطالبين بحقوقهم المشروعةالتي هي في الحقيقة لاتسد رمق ساعة من نهار، ولاتساوي سقوط قطرة عرق من نواصي هؤلاء القادة . أولا يعلم الذين عابوا واستهجنوا عملية وصول هؤلاء المجوعون إلى قصر معاشيق، أنهم قدسلكوا كل السبل والطرق السلمية من أجل الحصول على حقوقهم ، كان آخرها نصب خيام الاعتصام في وقت سابق أمام مقر التحالف ،لكن دون جدوى من كل ذلك . وما المانع من وصولهم إلى قصر معاشيق الذي شيّدته سواعدهم السمراء ؟!! وما المانع من وقوفهم على تراب أرضهم التي بذروا فيها أرواح ابنائهم وإخوانهم دفاعاً عنها؟!! ألا يوجد في باطنها ما يجعلهم يعيشون ملوكاً وسلاطيناً على ظهرها؟!! بلا ولكن أرزاقها تذهب إلى جيوب النافذين وتجار الحروب مع الأسف . إن تلك الإدانةالتي وجهت لذوي الحق وأصحاب الأرض، قد جاءت في غير محلها وقد جانبت الواقع إلى حدٍ كبيرٍ، ولم تأت بما يفيدفي حل قضيّة هؤلاء الجوعى، وإنما وفّرت فقط الذريعة لعودة الارهاب مجدداً إلى الجنوب، على اعتبار أن مطالبة قدامى الجيش والأمن بمرتباتهم المتأخّرة لشهور عدة، هو الذي يؤخّر معركة تحرير صنعاء هكذا فسروه، وبهذا التفسير نفذ المجرمون جرائمهم في اليومين الماضيين، وهم لا يريدون تحرير مدينة سام بالفعل، بل مرادهم أن يظل هذا الأمر مجرد مبرر لسفك المزيد من دماء الجنوبيين، وتحت البند السابع إلى أن ينهق فرس البحر أو تُبعث بكرة علي .