---------------------------------------- # بقلم : عفراء خالد الحريري #
هاهي سبع عجاف علينا ستمر ، سنة تلو سنة ولم يتغير واقع الحال أزداد فوق بؤسه بؤس و فوق الظنى تعب وضيق ونكد . سبع عجاف وكل تشكيل وزارية وحزب ومكون سياسي وقائد مقاومة و جماعة مسلحة يصنع من ذاته و ممن حوله تجار ولصوص وأمراء حرب ، لم نسمع واحد منهم يقول : ( سأمنا ، إملآت السعودية و وأوامرها و ضغط وتهديد الإمارات ) . لم نجد أحد منهم يقول : ( نحن لانملك قراراتنا بأيدينا ، نحن قوم مأمورين وليسوا أمرين ، نحن تابعين وليسوا متبوعين ، نحن عبيد وليس أسياد ) . بأمانة ماكنتم ستخسرون شيء ، لأن هذه التبعية و الخضوع و الخنوع هي التي منحتكم أرصدة وحسابات في البنوك ، و صنعت منكم رجال أعمال . كل مافي الأمر بإننا لانحسدكم ، وإنما نريد حقنا و قسمتنا فيماأخذتموه ، فجدتنا وجدكم واحد مصدر الورث والوريثة واحد ، طالما ووطننا أيضا واحد . ومن لايستطيع الانضباط للنظام والقانون و الإلتزام بمنظومة الخُلق والأخلاق لايطلبها من الغير ، و من ينصح الغير بالايكونوا ظالمين وفاسدين و....هلمجرا ، عليه هو أن يجعل من ذاته نموذج وآية . سأمنا من هذه الأزدواجية و إنفصام الشخصية التي تعانوا منها وحذت حذوكن النساء ، فأصبحن على ذات السير والمسيرة ، يتحدثن عن الفساد و الشواهد كثيرة ويتحدثن عن الظلم و أفعالهن غزيرة . سبع عجاف لايريد الخلاص منها إلا نحن البسطاء من لاناقة لنا ولاجمل فيها ولاحتى (سيكل بيدل) ، تتجمع أحلامنا كحبات المطر في وعاء رغيف الخبز ، نراها بيضاء حين نريدها خبزا أو عومة ( ظل) سمك أو قطعة دجاج ، ونراها وردية مائلة إلى الحمرة والبني حين نريدها قطعة شحم على حوافها أثار لحم ، وينتقل بيننا وعاء المطر يحمل أحلامنا نتبادلها ، نعم صرنا نتبادل الأحلام فعندما تنام جارتي حالمة بقطعة تورتة أبادلها حلمي بكسرة الخبز . فبقية الأحلام سرقتها مذلتكم وذلكم ، خنقتها رؤوس ذوي الغثرة والعقال والكوفية ، والبقية الباقية برك عليها كبعير تعلم التطور وأخفاها تحت ثوبه/ قميصه ومشى مختالا،شطحا، فرح لأنه أستطع أن يدوس كبرياء شعب . سبع عجاف و كل بضعة أشهر وتزيد تظهر مبادرة وقف إطلاق النار وقد سبقتها هدن ، ولم تكن فاعلة كهدين ابن جارتي ( هديني ياهداني يادون هديني يا هداني يادون بسم الله الرحمن بدينا يادون بكعبة الله التوينا يادون طفنا وزدنا سعينا يادون من بير زمزم روينا يادون من بيت من ذا الهداني يادون ذي هزني في مكاني يادون ....) وحدها هذه الهدنة التي نعرفها ، عبق من تاريخ أردتم أن تطمسوه بتسولكم وإرتزاقكم وعجرفتكم ، وأبى إلا بأن يبقى في كل بيت عدني . لما كلُ هذا ، ليس من أجل الوطن ولاتكذبون ، فالوطن قد بعتموه بالجملة و التقسيط ، وتفننتم في التجارة به وتهريبه جُزر وموانىء و أرض وثروة . سبع عجاف و أنتم ترتلون على جثتنا سور النسف والقصف و الفساد و تمارسوه ، ثم تشهرون إسلامكم علينا شعارات وشيلات وقتل وسحل وسجن ونهب وتجويع وإفقار ، وبعد حصارنا تشكلون مجالسكم السياسية . سبع عجاف كبر فيها جيل لايعرف غير الحرب ومعانيها وتسمياتها و تجمعاتها واسلحتها وقادتها وحكوماتها وحتى زناديقها . جيل ليس له طموح ولا أحلام ولا أمال ولاحتى وطن " أرض وعرض" ، بلى لدينا جيل لايعرف غير أن الحرب تدر مال وتنتج مال وتعطي مال وتحقق ثروة . أنها السبع العجاف ، فأفصحوا عما في أنفسكم كم تريدوناه أن تكون ؟! فإما نويتوا بإنفراجها أنبتت و أزهرت ، وإما أكملتم البيعة للوريثة وقسمتموها بيننا وبينكم .