في لقاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع قناة العربية وتحديدا في برنامج الذاكرة السياسية استعرض عددا من الأحداث السياسية التي مرت على الشمال والجنوب وفترة الارتباط مروراً بحرب الخليج وتداعياتها وحتى نهاية الوحدة سياسياً في 7 / 7 / 1994م.
تحدث الرجل كثيرا خلال اللقاء عن جملة من الأحداث المذكورة سلفا معلقا أخطائها على قيادات الجنوب التي دخلت معه في وحدة يوم الثاني والعشرين من مايو إذ خانت الزعيم علي عبدالله صالح ذاكرته حينما أوضح مطولا انه هو من ذهب إلى عدن ووقع على اتفاقية الارتباط بين الشطرين متناسيا بذلك قيادة شعب الجنوب التي مهدت للوحدة "الارتباط" ممثلة بالرئيس علي سالم البيض الذي تكررت أخطاء الزعيم عليه مرارا وتكرارا خصوصا حينما علق على موضوع عدم تصويت اليمن في الأممالمتحدة فيما يتعلق بإعلان العراق الحرب على الكويت وغزوها فقد صب الزعيم غضبه على الرئيس البيض متناسيا أن هناك وثائق بالصوت والصورة وعلى لسان شخصيات دبلوماسية من الشمال أكثر من الجنوب توضح ان صاحب قرار امتناع اليمن عن التصويت كان يقف خلفه الزعيم علي عبدالله صالح (أبو عفاش) حسب حديثه مع قناة العربية.
قد يسأل البعض لماذا هاجم الزعيم علي عبدالله صالح الرئيس علي سالم البيض ووصفه بموضع الخائن المتآمر، كثيرا ممن شاهدوا الزعيم وهو يقرأ مذكراته ان معلوماته بدأت تخونه خاصة بعد عودته من المملكة العربية السعودية اذ تقول بعض المصادر في المؤتمر الشعبي العام ان الزعيم تلقى وابلا من التوبيخ من أسرة عبدالعزيز آل سعود فيما يتعلق بالقوة التي وصل إليها الحوثي وأصبح قوة سياسية وعسكرية مهددا الوهابيين في نجد والحجاز اذ لم يستطع الزعيم على مدى 6 حروب من القضاء على الحوثي وإسكاته هو وأولاده لكن الحق اراد ان يعلوا وأصبح للحوثيين مسقط وجودهم بصعدة أرضا يحكمون أنفسهم بعيدا عن دولة الحوار.
من جهة أخرى لم يستطع الزعيم قمع الثورة الجنوبية التي حملها الحراك الجنوبي السلمي المدني على اكتافه في 2006م حين أخرجت جمعية المتقاعدين العسكريين سلسلة من القرارات كان أهمها توعية الشارع الجنوبي ان القوة السياسية والعسكرية التي جثمت عليه بعد حرب صيف 1994م هي قوة احتلال خصوصا بعد أن أقدم الزعيم حينما كان رئيسا متفاخرا منتصرا قام نظامه بنهب المؤسسات وتفكيكها تحت مسمى الخصخصة وتسريح اعتى قوة عسكرية في الجزيرة العربية موزعا اياهم على أسواق القات والمراعي والسهول.
ذاكرة ومواقف خرجت عن الزعيم دون ان يدرك واقعها على المواطن في الشمال والجنوب الم يعلم الزعيم انه كان حاكما لمحافظات الشمال وقبائله لاكثر من عقد وان أحاديثه بما يتعلق بمراحلها التي عاصرها لازالت خالدة في اذهان اخوتنا في الشمال.
وحتى تكون قناة العربية أكثر إنصافا عليها أيضا اخذ الحقيقة من كل جوانبها وإبعادها خاصة وان هناك شريكا لازال على قيد الحياة عنده ما يكفي لسد عين الشمس بالمعلومات والحقائق التي تثبت للجنوبيين ولأشقائهم في الخليج وأصدقائهم في العالم مدى عمق المؤامرة التي أحيكت بالجنوبيين منذ الاستقلال الأول في 30 نوفمبر 1967م مرورا بحروب السبعينيات بين الشطرين الى عشية الارتباط في 22 مايو 1990م مرورا بأعوام السلب والنهب والتسريح حتى عشية قيام الثورة الجنوبية الثانية.
إن حديث أستاذ القانون الدولي محمد علي السقاف الذي خص به موقع صدى عدن والذي تحدث عن ضرورة إتاحة الفرصة للرئيس علي سالم البيض لسرد تفاصيل تاريخية لأحداث تناولها علي عبدالله صالح عبر ذات القناة، فقد قال السقاف لموقع صدى عدن... "لقد شاهد الملايين في العالم العربي خاصة شهادة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله حول أحداث اليمن قبل وبعد الوحدة وما يهمنا نحن في الجنوب ويهم منطقة الخليج العربي موقف ما يسمى بالممثلين الشرعيين للجنوب من مسار مفاوضات الوحدة وحرب الخليج الثانية بغزو واحتلال الكويت ان الحرب الإعلامية سلاح خطير يجب معرفة كيفية التعامل معها في التوقيت المناسب والرد السريع على تزييف البعض للتاريخ".
لقد أبدأ السقاف رأيه وهو واضح وضوح الشمس وينتظره الجنوبيين على احر من الجمر ليس عن جهل ولكن دفاعا عن تاريخ وقف فيه الجنوب صفا واحدا ومن جهة أخرى تعريف العالم بالحقيقة التي غيبها الزعيم وكذبها شعب الجنوب فلا ينبغي السكوت لأنه ليس من ذهب.