إذا أردت أن تحيا سعيدا بهدف سامي يوصلك الى الله والدار الآخرة فلا بد أن تجعل بينك وبين نفسك من الخلوات والمحاسبة والمكاشفة يوميا ثم تحاول أن تجعل لك وقت ولو قليلاً ، بالمداومة بقراءة القرآن الكريم والكتب العلمية المفيدة بأي وسيلة كانت سواءا على النت أو أي وسيلة أخرى فيفتح الله عليك بصدق توجهك من بركات العلم والمعرفة ثم انشر إذا كان عندك قدر كافي من العلم ، ومن خلال النشر. أنظر الى الردود والمشاركات فيرزقك الله من النفحات الإلهية من المعرفة والفراسة وبُعد النظر ما يظهر لك النفيس من المغشوش فتميز بين الثمين والغث وبين العالم والجاهل ، فتصبح على علم ونور بما يجري حولك من فقه الواقع . وهذا هو مصداق قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم ) الحديد : 28 .
فنور العلم هو أعظم نور تمشي به بين الناس وأما إذا أصابك الله من التمحيص والابتلاءات فهذا ما يجلي لك الأمور أكثر فيطهر قلبك من درن القسوة والغفلة وكذا يطهره من أمراضه الفتاكة كالكبر والحسد والغل والضغينة ثم بعد أن يطهره ينزل عليك بركات من أنواره الإلهية فيصبح قلبك وعقلك يعي النور الإلهي ويشرح الله صدرك فيصبح عقلك وقلبك في معرفة تامة عن حقيقة هذه الدنيا بما كشف لك من الابتلاءات عن عجزك وعجز من حولك بما ابتلاك به ما يجعلك تتوجه بكل ثقلك إليه بعدها يفتح الله عليك كما أشرت سابقا من كنوز الإيمان والتقوى وصدق الملتجأ إليه وبعد ذلك انظر ما يفتح الله عليك ولقد جربت هذا بنفسي فأصبحت تواقه إليه بكل شوق وحنين وحب مما فتح الله علي على ضعفي من آفاق المعرفة بفضلة ومنّه وكرمه فأصبحت بفضل الله سبحانه وتعالى على ضعفي على دراية بما يدور حولي وعلى معرفة بحقارة هذه الدنيا والتي لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
فانكسر كبري وغروري واضمحلت آمالي إلا إليه والقرب منه فقط لا غير وكم كنت في ضنك من العيش وخفة العقل والطيش وبعد اللجوء إليه لم يتركني هملا ولم يخلقني عبثا ولم يجعل لي يأس من رحمته ورضوانه بل مدني بالنور الرباني الذي من خلاله تيسرت لي أمور كثيرة بفضله ومنّه وكرمه وإحسانه فلم أراني إلا سعيدا فرحا مسرورا ومشتاقا إليه في كل وقت من أوقاتي بلا كلفة ولا تعنت ولا تشدد بل بكل تيسير ورحمة و( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت .. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا .. ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ..
ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين ) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .