من اطلع على الرؤى المقدمة لحوار صنعاء حول جذور ما سموه القضية الجنوبية ومقترحات حلها يلاحظ اجماع القوى المشاركة على انكار الهوية الوطنية لشعب الجنوب العربي التي طمسوها .. فلا تجد ورود لها في اية رؤيه بما فيها رؤية مؤتمر شعب الجنوب الذي يعتبر نفسه احد مكونات الحراك السلمي الجنوبي .. بل ان بعض القوى الشمالية كانت أكثر جرأة عندما حددت بدأ القضية الجنوبية بيوم استقلال الجنوب 30/11/1967 واعلانه دوله مستقله عن اليمن الواحد ، والبعض الآخر أعاد بدأ القضية الجنوبية الى (اقتطاع الاحتلال البريطاني للجزء الجنوبي من اليمن وتقاعس الإمامة عن مقاومه ذلك )!!!
هكذا تجمع القوى الشمالية بان الوحدة لا تتعدى عودة الفرع للأصل .اما الجزب الاشتراكي فرؤيته لا تتعدى ما رأه الاخلال بالشراكة السياسية التي بدأت بعد انتخابات 93م بأقصاء الحزب الاشتراكي من الشراكة السياسية والوطنية كممثل للجنوب !!!
اذن ماذا ننتظر من مخرجات هذا الحوار الذي يجمع فيه كل المتحاورين على عدم الاعتراف بالثورة السلمية الجنوبية واهدافها التي يعلنها شعب الجنوب في مليونياته المتتالية (( التحرير والاستقلال واستعادة هويته التي طمست ووطنه الذي احتل بالغزو العسكري )) ؟؟؟
نتفق مع من يقول ان جذور قضيه شعب الجنوب تبدأ من يوم الاستقلال 30/ 11/1967م لأنه اليوم الذي اعلن فيه طمس هويه شعب الجنوب العربي بقرار سياسي من قيادة الجبهة القومية وقتها ... والصاق الهوية اليمنية بشعبنا الجنوبي دون الرجوع في مثل هذا القرار المجحف لأخذ رأي شعب لا علاقه له بالهوية الجديدة المفروضة عليه ..
وتكررت القرارات السياسية من قادة .. اما انهم لا يدركون عواقب قرارتهم أو يتعمدون ما يقدمون عليه ليتسنى لهم في النهاية تسليم الجنوب – ارض وشعب .. لليمن هديه ... كما حدث في اعلان ما سميت بوحدة 22 مايو 1990م دون اعطاء اي اهميه لمثل هذه القرارات التي تحدد مصير شعب بجرة قلم وبقرار عاطفي. نحن نعلم اننا في الجنوب لن نرى خير من قيادات التيار السياسي الذي بدأ حكمه .بقرار طمس هويه شعبنا الجنوبي وانهى حكمه بقرار تسليم الجنوب – ارض وشعب .. لليمن ... الأمر الذي لا نتوقعه هو ان تقدم دول المبادرة الخليجية والدول الراعية لها على مباركه مخرجات مؤتمر حوار صنعاء الذي يجري فيه للمرة الثالثة محاوله تقرير مصير شعب الجنوب العربي من قبل القوى السياسية اليمنية التي تعتبر الجنوب جزء من ارضها اقتطعته بريطانيا بالقوة ...
وبعد ان اقدم الاشتراكي على تسليم الجنوب لهم وبدأوا بأقصاء قادته خطوة خطوة جاء الاختلاف واعلان الحرب على الجنوب .. واشتركت قوى اليمن ( عسكريه وقبليه ودينيه ) في غزو الجنوب واحتلاله عسكريا واعتباره محافظه من محافظات اليمن لا يحق لسكانه الاعتراض على مخرجات رموز الاحتلال اليمني في حوارهم ولا يحق له استعادة هويته السياسية ووطنه المحتل .. نعتقد ان دول الاقليم والعالم اصحاب المبادرة والراعية لها يدركون عدم شرعية ما يجري في صنعاء فيما يخص الجنوب وان الاستقواء عامل متغير لا تقرة شعوب العالم ودولها ما بالك في الدول التي تزعم انها راعيه للديمقراطية وحاميه لحقوق الانسان في العالم ..
شعبنا الجنوبي لن يقبل بمخرجات مؤتمر شركاء الغزو على بلادنا وقد عبر عن عدم قبول الاحتلال ولكن بالطريقة السلمية التي استمر شعبنا يسلكها حتى الآن ..
وفي حالة ان رموز غزو الجنوب غير مستعده لتلبيه مطالب شعبنا الذي يرون في نضاله السلمي عجز واستسلام ، فسيخرجون من الجنوب بالطريقة التي لا يعرفون غيرها ونحن نجيدها .. وقد ضاق الحال ولم يعد الانسان الجنوبي متمسّك بحياة الذل والهوان التي يفرضها علينا استعمار همجي