ما دفعني لكتابة هذه المقالة موقف حصل بالأمس بعد لقائي لأحد المدراء في إحدى الجهات عندما قال لي هل تصدق بأني لا أرى نفسي مؤهل لهذه المنصب ؟! إنه يتعامل مع عمله كمسؤولية منوط بها فقط وبدافع التحدي لأحدهم لإثبات أنه قادر على النجاح ليس لأنه قرر هو ولكن بدافع آخر ستعرفه في آخر هذه المقالة ، إنه يشعر في داخله أنه لا شيء وأن هذه الوظيفة قد فرضت عليه وهو يرى ذاته في وظيفة عادية ، عندها عرفت أن الرجل يشعر من الداخل بالنقص بسبب وجود قناعات سابقة في حياته وفي عقله الواعي أنه غير منجز وأنه لا يستطيع عمل أي شيء ، وإذا استطاع القيام بمهمة ما فإنه ينسبها لغيره رغم أنه من قام بها منذ الوهلة الأولى حتى مرحلة التنفيذ ،.
إنه يعيش في مرحلة صدام داخلي بين آلام الماضي وتحديات المستقبل ، لهذا احترام الذات خطر أحمر لكل من يريد النجاح ، احترام الذات حصنك الحصين أمام كل التحديات التي ستوجهك في حياتك ، احترام ذاتك هو الذي يضمن لك أن تبقى معزز من الداخل بقوة وروعة ثقتك بنفسك ، إن قوة الإنجاز والجدارة في ذلك يأتي من احترامك لذاتك ونظرتك الإيجابية لها ،.
إن الوصول إلى مستوى احترام وتقدير الذات يحتاج إلى تدريبها وتأهيلها ، مع العلم بأن الحرص على ذلك يدل على احترامك الكبير لذاتك ، إذ لا ينفع العلم دون العمل فمجرد أن تعرف ذاتك وتعرف مكامن قوتها وضعها ومميزاتها وأدوات نجاحها لا يعني أنك قد نجحت حيث تحتاج إلى التخطيط والتحفيز والمتابعة والتطوير والتدريب حتى تصبح مؤهل للعطاء والنجاح في هذه الحياة ، ومن العوامل المساعدة للنجاح الشخصي بأن لا تقارن نفسك بالآخرين وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه صاحبنا فعندما تربط نجاحك بالآخرين وتقليدهم والتحدي الصارخ لهم فأنت أصحبت بكل ما لديك من قدرات ومميزات أسيراً لهم ،.
لهذا لا تقارن نفسك بأحد وكن أنت وليس هم أو هو ، لأنك لو خططت كما خططوا قد تصل إلى مستوى أعلى منهم ، إضافة أن معطياتهم تختلف عن معطياتك، أنماطهم قد تختلف عن نمطك الشخصي ، لهذا لا نريد تضييع الوقت في تقليد الآخرين والسعي خلفهم دون رؤية واضحة فقط لأننا نريد مثلهم أو أحسن منهم ، لهذا مهما عملت أو تميزت لن تشعر بنشوة الإنجاز لأنها ليست من صنع تفكيرك وقوة رؤيتك وإنما نتيجة شعور تجاه أحدهم بالحسد أو غيره ،.
إن الحسد في حياتنا تجاه الآخرين قد يدفعنا لعمل الكثير من المواقف اتخاذ القرارات الخاطئة في هذه الحياة من باب التحدي لهم وإثبات أننا الأفضل ، وهكذا قد تشغل ذاتك في أمور أنت غير متخصص فيها أو في مجال لا تملك فيه الخبرة والمهارة ، لهذا قد تنافس الآخرين لكن في مجالك أنت حسب قدراتك أنت حسب ما تقرر أنت لهذا كن كما أنت وفق ما حباك الله من أدوات للنجاح قد تكون لديك ولا توجد لدى غيرك ، وتمنى لغيرك النجاح يصل إليك